خبراء: تصريحات نعيم قاسم مناورة لإبعاد شبح الحرب

السياسي – يرى خبراء أن تصريحات أمين عام حزب الله، نعيم قاسم، الداعمة شكلًا لانتهاج الدولة اللبنانية المسار الدبلوماسي مع إسرائيل، لا تعكس تحولًا جوهريًا في موقف حزب الله، بقدر ما تأتي في سياق إدارة مرحلة شديدة الحساسية سياسيًا وأمنيًا.

ويؤكدون أنه في ظل تصاعد الضغوط الخارجية وتضييق هامش الخيارات أمام لبنان، وتكثيف الحديث عن حدود التفاوض وسقف ما يمكن القبول به، عاد طرح تساؤلات حول حقيقة الموقف وما إذا كان يشير إلى تغيير فعلي أم إلى إعادة تثبيت القواعد القائمة.

-التفاوض مع إسرائيل
وفي السياق، قال الكاتب والمحلل السياسي، سامي سماحة، إن موقف حزب الله من التفاوض مع إسرائيل لم يشهد أي تغير، مستبعداً أن يكون الحزب بصدد تعديل مقاربته لهذا الأمر، خصوصاً بعد تأكيد قاسم في الخطاب أن أي تفاوض يقتصر على جنوبي الليطاني فقط وما عدا ذلك شأن لبناني بحت.

وأضاف أن الحزب كرر موقفه بأنه الجهة المسؤولة عن حماية الجنوب والشعب اللبناني، منتقداً إلحاق سيمون كرم بالوفد المدني، ليس بصفته المدنية بل الشخصية، معتبراً أنه غير مستقل ولا يمثل اللبنانيين.

وأوضح أن الخطاب ذاته تضمن تأكيداً من قاسم أن تسليم السلاح غير وارد، مشيراً إلى أن الحزب لا يزال متمسكاً بموقفه المتعلق لجهة رفض أي بحث ببند السلاح قبل الانسحاب من الجنوب ووقف الاعتداءات على لبنان، معتبراً أن المطالبة بتسليم السلاح والحديث الدائر حول إلغاء القرض الحسن وتجفيف مصادر الأموال لن تكون الأخيرة وستعقبها إجراءات لاحقة.

ورأى أن الحزب يعلم المفاوضات إن كانت عسكرية أو مدنية فإن لجنة الميكانيزم ليست صاحبة قرار ولا يحق لها ذلك، والمرجعية الأخيرة هي للثلاثي “عون، سلام، بري” لذا، لا يريد فتح معركة حول المفاوضات الدبلوماسية، خاصة أن رئيس مجلس النواب لم يصدر موقفاً حول الموضوع ولم ينف أو يؤكد علمه بتعيين السفير سيمون كرم.

واختتم حديثه بالإشارة إلى أن ما يعيشه لبنان اليوم سباق بين التهويل بالحرب والسعي للسلام. لبنان بكل فئاته لا يريد الحرب، لذا نرى اللبنانيين يتابعون التصريحات والمواقف السياسية بشغف دون التحقق من صحتها.