الى د.رمزي خوري بمحبة

د.صالح الشقباوي

يخطئ من يفكر ان كتاباتي عن الدكتور رمزي خوري ، مرتبطة ببنية برغماتيه ، تحقق مطلب منفعي، ، فالدكتور رمزي ذات وطنية لا تحتاج الى تعريف او ترميز اوتنصيص في بنيتها الماهية،لانها ذات معرفة بذاتها ،،بتاريخها ، بفعلها الوطني ، بنضالها الديالكتيكي المنفتح ع اكثر من لحظة زمنية فارقة في تاريخ القضية، وهنا يكفي الاستشهاد بموقعة
الذي كلفه به القائد الرمز ياسر عرفات، فقد كان مؤتمن ليس ع اسرار كبيرة في العمل النضالي، بل كان مؤتمن ع روح ياسر عرفات، وفي هذا السياق والمقارنة ..اذكر رجل ٱخر قائد فلسطيني..وصل مع ياسر عرفات في علاقته المتمايزة
هذه التي عاشها د.رمزي وهو القائد الشهيد “هواري ” والذي كان يغلق بالمفتاح باب غرفة نوم ابو عمار عندما ينام بعد ان يتلوا عليه بعض ما تيسر من قصار الصور القرأنية…وهنا استسمح د.رمزي لاقول له انني كنت مسؤولا للامن الخاص للساحة الجزائرية لمدة اربع سنوات وبالتالي كنت اعرف عن القائد هواري الكثير الكثير..
حقيقة د.رمزي ترفع القبعة له ..لدوره الوطني المتمايز ع الصعبد الوطني ..فهو صاحب الثلاثية الوظيفية الديالكتيكية المتميزة ( عضو لجنة تنفيذية , مسؤول الصندوق القومي ، رئيس اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس في فلسطين)
وهنا حقيقة اريد ابراز دوره الريادي في حماية وحراسة التراث المسيحي الفلسطيني، ومنعه من الذوبان ، والحفاظ ع كينونتة الفلسطينية التي هي جزء استراتيجي من مكونات الهوية الوطنية الفلسطينية التي تتعرض الى اقتلاع وطرد وتهجير..حيث بنى جسور تواصل قوية مع العالم المسيحي في مختلف انحاء العالم وجعل المسيحية الفلسطينية جزءا هاما من المركز المسيحي العالمي خاصة مع دولة الفاتيكان
حيث شاهدنا ولمسنا الدور العظيم المتميز للدكتور رمزي خوري في بناء علاقة ليس ثيولوجية ..مع قداسة البابا الراحل فرانسيس بل وروحية تؤكد ان السيد المسيح ولد فلسطينيا وانه الفدائي الاول الذي قدم روحه فداء للانسانية
والتخلص من كهنوت الانعزال والانغلاق للفريسيين …والتحرر من فكرة الاختيار وانساقها المشنائية
وبنيتها الجمارية….نعم ان د.رمزي يسير ع خطى القديس بولس الذي نجح في تحرير المسيحية من ارتباطاتها باليهودية ويؤمن بحتميات البعث المسيحي في فلسطين والذي يشكل جانبا مهما من اللاهوت الكاثوليكي، لذا فان دوره في حماية وحراسة الاماكن المقدسة المسيحية في فلسطين يعتبر دورا مهما للغاية يحاكي معركتنا الوطنية التي تخوضها الذات والهوية..خاصة وان علاقة المسيحية بفلسطين اكثر من علاقة خاصة، فهي علاقة متٱصلة في اخلاق ومعتقدات وديانات الشعب الفلسطيني نفسة. والذي يعيش معركة الدفاع عن التاريخ والجغرافيا والانسان. وكذلك الحال في فلسطين فاضافة لعيشها معركة اثبات الذات والهوية، الا انها تعيش حركة الاحياء الديني المسيحي، بعد ان خاضت بقيادة د.رمزي خوري معركة اثبات الوجود المسيحي في فلسطين وصمودها في وجه كل ممارسات الطمس والهدم والتفكيك الصهبوني للمسيحية ولكنائسها ورموزها الوطنية في الضفة وغزة والقدس، وولادة الكنائس الوطنية المتشددة والتي وحدت بين جسد الكنيسة والوطن الفلسطيني ..وتطويرها لمفهوم الدين المدني..بقي ان اختم مقالي واؤكد ان مقالي هذا ليس مقالا لاهوتيا بقدر ما هو مقال ابرز فيه طبيعة ومستوى الوعي الثقافي والفكري وطبيعة الدور الذي يقوم به عقل د.رمزي مشكورا