إلى من يلبسون ثياب “الحياد” ويتخفّون باسم فتح

بقلم:م.محمد علي العايدي

إلى أولئك الذين قرروا فجأة أن يكونوا صليبًا أحمر سياسيًا،
لا موقف، لا ذاكرة، لا مسؤولية…
إلى من يهاجمون كل من ينتقد حماس، ويتهمونه بتمزيق الوطن، وكأن الوطن بدأ مع حماس وينتهي عندها.

نقول لكم بوضوح:
الحياد بين الجلاد والضحية ليس وطنية، بل تواطؤ.
والصمت عن الخطأ الفادح ليس وحدة وطنية، بل تزوير للوعي وخيانة للحقيقة.

هل نسيتم؟

هل نسيتم انقلاب حماس الدموي عام 2007؟
هل نسيتم كيف تمّ اقتلاع الشرعية الفلسطينية بقوة السلاح؟
هل نسيتم اغتيال أبناء فتح، ورميهم من فوق الأسطح، وكسر المشروع الوطني لصالح مشروع فئوي؟

هل نسيتم أن غزة لم تُدمَّر لأنها تقاوم، بل لأنها حُكمت بعقلية مغامِرة،
عقلية لا تحسب ميزان القوة، ولا تحمي شعبها، ولا ترى أبعد من صورة وبندقية؟

من السبب الحقيقي لمأساة غزة؟

نعم، الاحتلال مجرم… هذا ثابت لا نقاش فيه.
لكن من يزجّ بشعبه في مواجهة غير متكافئة دون أفق سياسي ولا حماية وطنية،
يتحمّل مسؤولية الكارثة.

حماس لم تدفع الثمن…
غزة هي التي دُمرت،
الأطفال هم الذين استشهدوا،
البيوت هي التي سُوّيت بالأرض.

ثم تأتي اليوم، بعد كل هذا الخراب،
لتلهث نحو لقاءات مع أمريكا،
بينما ترفض لقاء الشرعية الفلسطينية،
وترفض منظمة التحرير،
وترفض برنامجًا وطنيًا جامعًا.

أي مقاومة هذه؟
وأي وحدة وطنية تُبنى على إنكار الشرعية؟

فتح ليست حيادًا

فتح لم تكن يومًا حركة رمادية،
فتح كانت وما زالت مشروعًا وطنيًا جامعًا،
قدّمت التنازلات تلو التنازلات من أجل الوحدة،
وقبلت بالشراكة،
وتحمّلت الإهانات،
لكن الطرف الآخر اختار الانقسام، ورفض كل اتفاق.

فمن الظلم، بل من الوقاحة السياسية،
أن يُساوى من حافظ على الشرعية بمن انقلب عليها،
ومن قدّم المشروع الوطني بمن صادره لحساب فصيل.

نحن مع المقاومة… ولكن

نعم، نحن مع المقاومة،
ومع كل مقاوم شريف يدافع عن شعبه وكرامته.

لكننا لسنا مع:
• مقاومة بلا عقل
• ولا مع مراهقة عسكرية
• ولا مع قرارات انتحارية يدفع ثمنها المدنيون
• ولا مع مقاومة تُدار بمعزل عن القيادة الوطنية الشرعية

المقاومة الحقيقية يحكمها العقل والسياسة،
وتخدم المشروع الوطني،
ولا تختطفه.

كلمة أخيرة

إلى من يقولون عن أنفسهم “فتح” وهم يكمّمون أفواه أبناء فتح:
راجعوا ذاكرتكم،
واستعيدوا بوصلتكم،
فالوحدة لا تُبنى على إنكار الحقيقة،
والوطن لا يُحمى بالصمت عن الجريمة.

فتح موقف، وليست صليبًا أحمر.
والمقاومة وعي… وليست مراهقة.