السياسي – ا ف ب
كشف بحث أثري حديث عن مقبرة جماعية غامضة في جنوب إسكتلندا تعود إلى نحو 3300 عام، يُعتقد أنها تعود إلى العصر البرونزي، في اكتشاف وصفه الباحثون بأنه من أندر وأغرب حالات الدفن الجماعي في أوروبا خلال تلك الحقبة.
وأظهرت الدراسة، التي نشرتها شركة “غارد لعلم الآثار”، أن أعمال التنقيب أُجريت خلال عامي 2020 و2021 أثناء إنشاء طريق يصل إلى مزرعة رياح”توينتي شيلينغ” قرب بلدة سانكوهار في منطقة دومفريز وغالاوي جنوب غربي البلاد.
عظام محترقة
وعثر فريق الآثار على تلة دفن قديمة تضم عظاماً بشرية محترقة تعود لما لا يقل عن ثمانية أشخاص، وُضعت داخل 5 جرار فخارية متراصة بإحكام، ما يشير إلى عملية دفن جماعي نُفذت في وقت واحد، وليس على مراحل متفرقة كما هو شائع في تلك الفترة.
وقال عالم الآثار توماس موير، الذي قاد أعمال الحفر، إن طبيعة الدفن غير المعتادة ترجح أن الأشخاص لقوا حتفهم نتيجة كارثة جماعية مفاجئة، مثل مجاعة أو حدث مأساوي واسع النطاق، دفعت المجتمع آنذاك إلى دفن الضحايا معاً.
وتقع التلة الأثرية على بعد نحو 4.8 كيلومترات جنوب سانكوهار، في منطقة مرتفعة ووعرة، كما كشفت التنقيبات عن دلائل على نشاط بشري أقدم يعود إلى أواخر العصر الحجري الحديث، بين عامي 2867 و2504 قبل الميلاد، ما يدل على استيطان بشري طويل الأمد في المنطقة.
وأوضح موير أن هذا الاكتشاف يضيف بعداً جديداً لفهم الطقوس الجنائزية في العصر البرونزي، مشيراً إلى أن مثل هذه المقابر الجماعية نادرة للغاية، وتفتح الباب أمام تساؤلات جديدة حول طبيعة الأزمات التي واجهتها المجتمعات القديمة في تلك الفترة.






