السياسي –
في مشهد شتوي قاسٍ، شهدت مدينة ياكوتسك الروسية، المعروفة بلقب “أبرد مدينة مأهولة في العالم”، موجة برد شديدة هذا الأسبوع، مع انخفاض درجات الحرارة إلى نحو 45 درجة مئوية تحت الصفر، حولت الشوارع إلى مساحات متجمدة، وتجمدت السيارات والأرصفة، ودفعت السلطات إلى اتخاذ إجراءات احترازية عاجلة.
وأجبرت الأحوال المناخية القاسية الجهات المعنية على إغلاق المدارس مؤقتاً، مع تحويل العملية التعليمية إلى التعليم عن بُعد، تفادياً للمخاطر الصحية الناتجة عن التعرض المباشر للبرد القارس.

مدينة على حافة القطب
تقع ياكوتسك على ضفاف نهر لينا، على مسافة تقارب 450 كيلومتراً جنوب الدائرة القطبية الشمالية، ما يجعلها عرضة سنوياً لدرجات حرارة تُعد من بين الأدنى عالمياً خلال فصل الشتاء. ويؤكد سكان المدينة أن الرياح الجليدية تزيد الإحساس بالبرودة، وتحوّل الخروج إلى مغامرة محفوفة بالمخاطر.

ويقطن المدينة نحو 300 ألف نسمة، يعتمدون على نمط حياة مصمم خصيصاً للتكيّف مع المناخ القاسي، بدءاً من ارتداء طبقات متعددة من الملابس الثقيلة، مثل الجوارب المصنوعة من صوف الجِمال، والسراويل المبطنة، والمعاطف السميكة، وصولًا إلى القبعات والقفازات والأحذية المصنوعة من الفرو الياكوتي. كما يُعد شرب الشاي الساخن عادة يومية أساسية لمقاومة البرد، بحسب موقع ميرور.

أسواق بلا ثلاجات
في الأسواق المحلية، تتحول الطبيعة إلى ثلاجة مفتوحة، إذ تتجمد اللحوم والأسماك في غضون دقائق في الهواء الطلق، ما يلغي الحاجة إلى التبريد الصناعي. وفي المنازل، تستمر الحياة بشكل شبه طبيعي، مع الاعتماد على أطباق تقليدية دافئة مثل حساء اللحوم، واليخنات، والزلابية، والعصيدة والخبز.

تحذيرات صحية وبنية تحتية مُهيأة
وحذّرت كيـون بي، إحدى سكان ياكوتسك، من أن التعرض للبرد دون تجهيز مناسب قد يؤدي إلى التجمد خلال دقائق، مؤكدة أن ارتداء الملابس الواقية والأحذية والفرو الشتوي أمر لا غنى عنه، حتى عند الخروج لفترات قصيرة.

وتعكس المدينة استعداداً استثنائياً لمواجهة الشتاء القاسي، إذ صُممت بنيتها التحتية، من الطرق والمباني إلى شبكات الخدمات، لتحمّل درجات حرارة قد تنخفض إلى ما دون 70 درجة مئوية تحت الصفر، مع توفير التدفئة المركزية في معظم الشقق على مدار الساعة، لضمان استمرار الحياة رغم قسوة المناخ.






