اميركا تصعد وتحتجز ناقلة نفط ثالثة قرب فنزويلا

اتهمت فنزويلا الولايات المتحدة بارتكاب “عمل قرصنة صارخ” بعد أن استولى خفر السواحل الأمريكي على ناقلة نفط ثانية قبالة سواحل البلاد هذا الشهر.

يأتي هذا الحادث في سياق حملة أمريكية موسعة للضغط على حكومة الرئيس نيكولاس مادورو، الذي تصفه واشنطن بأنه “إرهابي مخدرات” وتعرض مكافأة قدرها 50 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقاله.

وتعكس هذه الخطوات مدى تصاعد استخدام الولايات المتحدة للأدوات البحرية لممارسة الضغط على حكومة مادورو، لا سيما في ظل الاحتياطيات النفطية الهائلة التي تمتلكها فنزويلا والتي تعتبر محركا أساسيا للصراع الاقتصادي والسياسي بين الطرفين.
قال مسؤولون لرويترز أمس الأحد إن خفر السواحل الأميركي يتعقب ناقلة نفط في المياه الدولية قرب فنزويلا، وذلك في ثاني عملية من نوعها خلال يومين، والثالثة في أقل من أسبوعين في حال نجاحها.

وقال مسؤول أميركي «يلاحق خفر السواحل الأميركي سفينة تابعة لأسطول الظل… وهي ضالعة في تحايل فنزويلا على العقوبات» مضيفا أنها «ترفع علما زائفا وتخضع لأمر احتجاز قضائي».

وذكر مسؤول آخر أن الناقلة تخضع للعقوبات، لكنه أضاف أنه لم يجر اعتلائها بعد، وأنه ربما يتم اعتراضها بعدة طرق مختلفة منها الإبحار أو التحليق بالقرب منها.

ولم يحدد المسؤولون، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، موقعا دقيقا للعملية أو اسم السفينة المستهدفة.

وذكرت مجموعة فانجارد البريطانية لإدارة المخاطر البحرية ومصدر أمني بحري أمريكي أن السفينة هي (بيلا 1)، وهي ناقلة نفط خام مدرجة على قائمة عقوبات وزارة الخزانة الأميركية التي وصفتها بأنها على صلة بإيران

ووفقا لموقع تانكر تراكرز دوت كوم المتخصص في تتبع السفن، لم يكن على (بيلا 1) أي حمولة عندما كانت بالقرب من فنزويلا الأحد. وتشير وثائق داخلية من شركة النفط الحكومية الفنزويلية «بي.دي.في.إس.إيه» إلى أن السفينة كانت نقلت نفطا من فنزويلا إلى الصين في عام 2021. وتشير تانكر تراكرز إلى أنها نقلت في السابق نفطا خاما إيرانيا.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أعلن قبل عدة أيام عن فرض «حصار» على جميع ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات التي تدخل فنزويلا أو تخرج منها.

وشهدت حملة الضغط التي يشنها ترمب على الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو تعزيز الوجود العسكري في المنطقة وتنفيذ أكثر من عشرين غارة عسكرية على سفن في المحيط الهادي والبحر الكاريبي بالقرب من الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية. وتسببت هذه الهجمات في مقتل 100 شخص على الأقل.

وقال جيوفاني ستانوفو المحلل لدى يو.بي.إس «ربما نشهد ارتفاعا طفيفا في الأسعار عند فتح التداول، لأن المتداولين قد يرون ذلك بمثابة تصعيد وسط تزايد المخاطر حيال شحنات النفط الفنزويلية»، نظرا لأن ناقلة النفط التي تم اعتراضها أمس السبت لم تكن خاضعة للعقوبات الأميركية.

وقال محلل آخر إن عمليات المصادرة تزيد من المخاطر الجيوسياسية، وإنها قد تزيد من حدة التوتر في أسطول الظل الذي ينقل النفط من دول خاضعة للعقوبات مثل فنزويلا وروسيا وإيران.

وقال ماتياس توجني، المحلل في نيكست باريل، إن عمليات المصادرة قد تضفي شرعية لأوكرانيا وتشجعها على مواصلة مهاجمة السفن الروسية، كما إنها قد تشجع أوروبا على احتجاز سفن أسطول الظل المرتبطة بموسكو أيضا.

وقال توجني إن علامات تباطؤ بدأت تظهر بالفعل على إنتاج النفط الفنزويلي والإيراني، مضيفا أنه يتوقع حدوث الشيء ذاته مع روسيا. وأوضح أن من المرجح أن يُعرض نفط الدول الخاضعة للعقوبات بخصومات أكبر نظرا لارتفاع تكاليف النقل، مما قد يُسهم في الحد من ارتفاع الأسعار.

تتزامن الحملة مع تعزيز الوجود العسكري الأمريكي في جنوب البحر الكاريبي وشرق المحيط الهادئ، حيث أعلنت إدارة الرئيس دونالد ترامب عن فرض “حصار كامل وشامل على ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات” الداخلة إلى فنزويلا أو الخارجة منها، بحسب مجلة “نيوزويك”.