قناة «كان» في أيكون مول – رام الله: تطبيع أم مرحلة جديدة؟

ميساء أبو غنام

ضجّت وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية، إضافة إلى مواقع التواصل الاجتماعي، بالتقرير الذي بثّته قناة «كان» الإسرائيلية حول احتفالات المجمع التجاري «أيكون مول» في رام الله بالأعياد المسيحية.
كنتُ قد ذكرتُ سابقًا، وفي أكثر من منشور، أننا على أعتاب مرحلة جديدة، سنشهد فيها وجود الإسرائيليين اليهود في المطاعم والأسواق الفلسطينية، وأنهم سيلعبون دورًا في
الاقتصاد الفلسطيني.
هذا هو السلام الذي سيُفرض بالقوة. ولهذا عملت حكومة نتنياهو بلا توقف على إنهاء غزة إلى الأبد، والسعي لضمّ الضفة الغربية.
ما عرضته قناة «كان» ليس تفصيلاً عابرًا، بل يمكن اعتباره المفتاح الأول لانفتاح الإسرائيليين على المجتمع الفلسطيني.
رفض الفلسطينيون في الضفة الغربية هذا المشهد، لكن إذا نظرنا إليه من زاوية مختلفة، وقبل السابع من أكتوبر، نجد أن الفلسطيني كان – ولا يزال – يناضل للحصول على تصريح دخول إلى إسرائيل، سواء للعمل أو السياحة أو العلاج أو حتى السفر. فلماذا، حين يصبح الأمر معكوسًا، ترتفع فجأة أصوات الرفض؟
ماذا يمكن أن يجني الفلسطينيون من دخول الإسرائيليين إلى الضفة الغربية؟
أولاً: الخروج من واقع الكانتونات، الحصار، والعزلة.
ثانيًا: ازدهار الاقتصاد الفلسطيني.
ثالثًا: إحداث تغيير في الرأي العام داخل إسرائيل، وهو صاحب القرار الأول عبر صناديق الاقتراع، ما قد يساهم في إسقاط حكومات اليمين المتطرفة التي تسعى إلى القضاء على الفلسطيني.
رابعًا: بدء الاستفادة الحقيقية من إسرائيل، وربما القدرة على اختراق المجتمع الإسرائيلي، والاستفادة من خبراته في مجالات الطب، الزراعة، الأبحاث العلمية، الأمن السيبراني، والتكنولوجيا.
كسر معادلة العداء التقليدية، وبدل الاستمرار في استجداء العالم العربي لمساعدة الفلسطينيين، تصبح الكرة في ملعب الفلسطينيين لفرض تفوّق حقيقي في المنطقة.
استغلال إسرائيل لتحقيق أجندات فلسطينية، لا العكس.
أما شعارات المقاطعة الكاذبة بعد نكبة السابع من أكتوبر، فلن تقود الشعب الفلسطيني إلا إلى مزيد من التفكك والضياع.
اخترقوا إسرائيل بثقافة السلام… ترتقوا إلى الأعلى.