السياسي -متابعات
أثار الإعلان التشويقي الأول لفيلم “The Odyssey” للمخرج العالمي كريستوفر نولان حالة من الجدل الواسع عقب طرحه رسمياً في 22 ديسمبر، ليتصدر محركات البحث ومنصات التواصل الاجتماعي. وبينما حبس الجمهور أنفاسه أمام المشاهد البصرية الضخمة التي قدمها نولان كعادته، طفت على السطح تساؤلات نقدية حول خيارات السرد السينمائي والتركيز المكثف على جوانب محددة من الملحمة، مما جعل العمل المنتظر عرضه في 2026 مادة دسمة للنقاش السينمائي العالمي.
مات ديمون في مواجهة الأساطير وظهور خاطف للنجوم
ركز الإعلان التشويقي بشكل أساسي على رحلة “أوديسيوس”، الشخصية المحورية التي يجسدها النجم مات ديمون، حيث استعرض ملامح من عودته الشاقة والمضنية إلى وطنه عقب سقوط طروادة. وسيطرت الأجواء القاتمة والمشحونة بالتوتر الدرامي على كادرات الإعلان، مما عكس رؤية نولان السوداوية والواقعية للعمل الأسطوري. كما خطفت النجمة آن هاثاواي الأنظار بظهور خاطف في دور “بينيلوبي”، إلى جانب توم هولاند الذي يؤدي دور “تيليماخوس”، إلا أن غياب التفاصيل حول مساراتهم الدرامية زاد من حالة الغموض التي يفضل نولان دائماً إحاطة أعماله بها.

لقطات ملحمية وحصان طروادة يعيدان صياغة التاريخ
تضمن العرض الترويجي لقطات سينمائية مذهلة لمعارك بحرية وبرية طاحنة، مع ظهور رمزي لحصان طروادة الشهير، ليربط نولان بين الخلفية التاريخية والعمق الملحمي للقصة. وتميز الإعلان بالاعتماد الكلي على لغة الصورة وقوة التكوين البصري، مقللاً من الحوارات المباشرة، وهي السمة التي جعلت البعض يشيد بعبقرية الإخراج، بينما اعتبرها قطاع آخر مخاطرة قد تجعل إيقاع الفيلم يبدو هادئاً مقارنة بحجم التوقعات المرتفعة لمشروع بهذا الحجم.

انقسام الجمهور وترقب لصدام نولان مع ملحمة هوميروس
انقسمت آراء المتابعين حول الإعلان؛ حيث انتقد البعض التركيز المبالغ فيه على مات ديمون وتجاهل بقية طاقم العمل المدجج بالنجوم أمثال زندايا، تشارليز ثيرون، ولوبيتا نيونغو. وفي المقابل، دافع عشاق نولان عن أسلوبه الترويجي الذي يعتمد على الإيحاء والتشويق التدريجي دون كشف أوراق الفيلم مبكراً. ومع اقرار موعد العرض في 17 يوليو 2026، يبقى السؤال القائم: هل سينجح نولان في تقديم قراءة ثورية لملحمة هوميروس الخالدة، أم أن الجدل الذي صاحب الإعلان هو مجرد بداية لصدام فكري أكبر مع الجمهور؟






