تقف دول اوربية عاجزة عن التعامل مع نظام الرئيس الاوكراني فلوديمير زيلينسكي الذي يتبع سياسة رئيس حكومة الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو للتغطية على فسادة بادامه امد الحرب مع روسيا، كما يقوم حليفه رئيس حكومة الاحتلال بفتح الجبهات واستنزاف الاموال والجيش بهدف ابعاد شبح الحكم بسجنه.
لم تعد الدول الاوربية الداعمة لنظام الرئيس الاوكراني قادرة على تجاوز ملفات الفساد التي تورط فيها حليفهم، سيما بعد ان جرت الوكالة الوطنية الاوكرانية لمكافحة الفساد عدد كبير من القيادات العسكرية والسياسية الى التحقيق بعد اثبات التهم عليهم ومن بينهم وزير الطاقة هيرمان هالوشينكو الذي يشرف على شبكة وصلت الى اقرب المقربين للرئيس زيلينسكي.
لقد حاول الرئيس الاوكراني في يوليو 2025 اسكات هذه المؤسسة وشقيقتها (النيابة الخاصة لمكافحة الفساد في اوكرانيا) المدعومتان من الغرب، من خلال انهاء ترخيصهما الرسمي بموجب قرار برلماني، الا ان الدول الاوربية والولايات المتحدة ضغطتا لالغاء القرار تحت التهديد بوقف الامدادات، فاضطر زيلينسكي لجمع برلمانه في نوفمبر من العام ذاته والغى القرار مجددا وعادت المؤسستان الى العمل.
ليس خافيا ان عملية الكشف عن الفاسدين والمحيطين بالرئيس جاءت بدعم وتشجيع اميركي اوربي، فقد ضاقو ذرعا بتصرفات الرئيس الذي يستغل عدم وجود بديل له واستحاله الاطاحة به كونه ينفذ ما هو مطلوب منه اوربيا، ومن جهتها فان دول الغرب تفضل القيام بالضغط عليه لوقف استنزاف خزائنها بفساده بدلا من الاطاحه به لنفس السبب وهو عدم جداله للاوامر التي يتلقاها منها ، الى جانب الخوف من الفوضى في البلاد، لكن هذا لا ينفي ان زيلينسكي بات حمولة زائدة على دول الغرب وشعوبها واقتصادها، ولم تتجه للتخلي عنه رغم انتهاء ولايته الدستورية.
الدول الغربية التي دائما تتشدق بالحرية والديمقراطية والانتخابات النزيهة ، لم تشجع الرئيس الاوكراني المنتهية ولايته على اجراء انتخابات رئاسية خوفا من فشله وهو الذي جاء بالخراب والدمار للبلاد، وخشية من فوز شخصية لا ترضى الاستمرار بالمهزلة الغربية في اوكرانيا، لكن هذا لا يمنع انها تعد العدة لخلق نظام متكامل بديل للمجموعة الحاكمة في حال توقفت الحرب، ومن هذا المنطلق ومع تعاظم ملفات الفساد ، فقد بدأت اوربا واميركا التواصل مع شخصيات معارضة للنظام القائم في كييف على رأسها الرئيس السابق فيكتور يوشينكو ورئيسة الوزراء يوليا تيموشنكو.
الرئيس الاوكراني حاول بدوره استباق الاحداث وقطع الطريق على الاطاحة به مستقبلا، فبدأ بتنظيف الدائرة المحيطة التي لها شعبية سواءا على المستوى السياسي او العسكري، وسارع الى استبعاد قائد الجيش فاليري زالوجني وتعيينه في منصب سفير اوكرانيا لدى بريطانيا، لكن هذا الاخير استغل وجوده هناك ونفوذ لندن في بلاده لينسج علاقات متينة استعدادا للمرحلة المقبلة.
قلق الالغارشية
على جانب يعمل بصمت تقف الالغارشية تراقب القيادة السياسية الرديكالية النازية الموقف بقلق، وهي التي تتناغم معها في تلبية مصالحها واثراءها وطوحها المالي وتؤمن لها الطريق مقابل تقاسم الثروات، ففناء القيادة السياسية والعسكرية يعني انهاءها وربما اتهامها بالمشاركة في الفساد، فيحاولون نسج خثوط مستقبل اوكرانيا مع الغرب حفاظا على مصالح هذه الفئة مع تأمين المصالح الغربية في اوكرانيا مستقلا.
اوربا تبحث عن سبل لاشباع فساد زيلينسكي
امام عجز الاطاحة بالرئيس الاوكراني، وعجز اشباع فساده اوربيا، فان الدول الغربية تبحث عن منافذ وابواب ووسائل اخرى تثري جيوب الجوقة الحاكمة في اوكرانيا الى حين التوصل الى نهاية للحرب مع روسيا، ومن تلك الوسائل ، اغراء دول العالم الجنوبي وخاصة الخليجية الثرية لضخ اموالها في جيب زيلينسكي تحت شعار اعادة بناء البنية التحتية الاوكرانية، وتطوير قطاعات الصناعات والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي الى جانب مشاريع زراعية وعلمية اخرى
لقد فشلت الدول الغربية في مصادرة الاصور الروسية وعادت الف خطوة الى الوراء، حتى لا تكون سابقة سلبية في تاريخها المالي الذي ان تم تنفذها فانها سترخق الخزائن الغربية ، وستدفع اغنياء العالم لسحب اموالها من اوربا خوفا من موقف لا يعجب الغرب ينعكس على ارصدتها، وتقول تقارير ان اوربا متعقلة في اتخاذ مثل هذه الخطوة لدرجة انها لم تصادر اموال الزعيم الالماني الاسبق ادولف هتلر ابان الحروب التي خاضها ضدها، فيما يغيب الحل الوحيد عن اوربا واميركا بضرورة ازاحة الرئيس الاوكراني وجوقة الفاسدين من حولة لاحلال السلام النهائي في القارة الاوربية.






