السياسي – أظهرت نتائج مؤشر عالمي لقياس سمعة الدول لعام 2025 تراجع صورة إسرائيل عالميًا إلى أدنى مستوياتها، بعدما حلّت في المرتبة الأخيرة بين 50 دولة للعام الثاني على التوالي، بحسب إعلام عبري.
جاء ذلك في أحدث تقرير للمؤشر العالمي لقياس سمعة الدول المسمّى “مؤشر السمعة الوطنية”، الذي يقيس الانطباعات الدولية تجاه الدول بناءً على الرأي العام العالمي، وفق ما ذكرته صحيفة “جيروزالم بوست” الخميس.
وبدعم أمريكي، بدأت إسرائيل في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية على غزة استمرت عامين وخلّفت نحو 71 ألف شهيد وأكثر من 171 ألف جريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء.
وفي 10 أكتوبر الماضي، بدأ سريان وقف إطلاق النار بين حركة “حماس” وإسرائيل، غير أن الأخيرة تواصل خرقه يوميًا، ما أدى إلى استشهاد 406 فلسطينيين حتى الثلاثاء.
وعلى مدار العامين، خرجت مظاهرات في مختلف دول العالم، بما فيها دول غربية وإسلامية، تنديدًا بالإبادة الإسرائيلية، كما اتخذت بعض الدول إجراءات ضد تل أبيب، بينها وقف تصدير السلاح إليها، حتى أصبحت إسرائيل تعيش ما وصفه سياسيون إسرائيليون بـ”العزلة الدولية”.
وأفاد تقرير المؤشر الدولي، بحسب “جيروزالم بوست”، بأن إسرائيل سجّلت انخفاضًا بنسبة 6.1 بالمئة في مجموع نقاطها، وهو التراجع الأكبر منذ إطلاق المؤشر قبل نحو عشرين عامًا، دون تفاصيل إضافية عن مجموع النقاط الحالي.
وأشارت الصحيفة إلى أن الاستطلاع أُجري بين شهري أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول 2025، وشارك فيه نحو 40 ألف شخص من 20 دولة تمثّل قرابة 70 بالمئة من سكان العالم.
وبحسب الصحيفة، فإن المؤشر الذي نُفّذ بواسطة شركة “إبسوس” متعددة الجنسيات (ومقرها باريس)، “يعتمد على قياس التصورات لا الأداء الفعلي، ويشمل مجالات السياحة، والثقافة، والحوكمة، والاقتصاد، والهجرة، وصورة السكان”.
ولفت التقرير، وفق الصحيفة ذاتها، إلى أن “إسرائيل جاءت في ذيل الترتيب في معظم هذه الفئات”.
وأشار التقرير، بحسب الصحيفة، إلى أن “التدهور الأبرز في صورة إسرائيل” سُجّل لدى فئة الشباب في الدول الغربية، حيث باتت تُوصف لدى شريحة واسعة منهم بأنها “استعمارية أو غير شرعية”، مع “تلاشي الفاصل في الوعي العالمي بين سياسات الحكومة الإسرائيلية والمجتمع الإسرائيلي عمومًا”.
وأضافت الصحيفة أن هذا “التراجع في الصورة الدولية ترافق مع تصاعد مظاهر المقاطعة والاحتجاجات في الخارج، من بينها شعارات رفعت خلال مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين مثل: (فلسطين حرة.. قاطعوا إسرائيل)”، بحسب ما ورد في تقرير المؤشر.
وحذّر التقرير من أن “استمرار الضرر في السمعة قد ينعكس سلبًا على الاقتصاد والسياحة والاستثمار على المدى الطويل”.
وتضرر الاقتصاد الإسرائيلي بشكل كبير نتيجة حملات المقاطعة الشعبية العالمية المرتبطة بالحرب على غزة، حيث امتدت هذه المقاطعات من الشوارع إلى أسواق المواد الغذائية والمنتجات الاستهلاكية، ما دفع العديد من المستهلكين والمستوردين إلى تجنّب التعامل مع الشركات الإسرائيلية.






