السياسي – أفادت معلومات تلفزيون «الجديد» بأن «مديرية المخابرات في الجيش اللبناني ستحيل ملف التحقيق مع «أبو عمر (مصطفى الحسيان) الى النيابة العامة التمييزية اليوم الثلاثاء».
ولا تزال قضية «أبو عمر» تتصدّر الأخبار وتستحوذ على اهتمام الرأي العام اللبناني، ولا سيّما الساحة السياسية، في ظلّ اتساع رقعة السجالات ودخول عدد من السياسيين في دائرة الاتهامات المتبادلة، على خلفية ما كُشف من معطيات مرتبطة بهذه القضية.
وتكشفت قضية «أبو عمر» بعد توقيف الحسيان في ملف انتحال الأخير صفة «مسؤول رفيع» في الديوان الملكي السعودي، والاحتيال على سياسيين وشخصيات لبنانية كان يتواصل معهم، موهماً إياهم بأن لديه نفوذاً في الديوان الملكي، ما حملهم على تسليمه مبالغ مالية.
وعلم موقع «ليبانون ديبايت» أن النيابة العامة العسكرية ادّعت على مصطفى الحسيان المعروف بـ «أبو عمر» بجرم تهريب سوريين وإدخالهم خلسة الى لبنان عبر الحدود الشمالية عند نقطة وادي خالد. وبحسب الموقع فإن هذا الملف بات في عهدة القضاء حيث أفادت المصادر بأن النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار فتح أمس محضر تحقيق في القضية، على أن يتسلم في اليومين المقبلين التحقيقات الأولية التي أجرتها مديرية المخابرات مع» أبو عمر». وتحدثت المصادر عن عدة شكاوى قُدّمت للقضاء تتعلق بهذه القضية، الا أنه لم يجر التحقيق فيها بعد بانتظار الاطلاع على إفادة «أبو عمر» الأولية ليُبنى على الشيء مقتضاه.
وفي هذا السياق، برز تعليق ساخر لأمين عام تيار المستقبل أحمد الحريري، حمل في طيّاته اتهامًا غير مباشر للرئيس فؤاد السنيورة بالكذب، وذلك ردًا على البيان الذي أصدره الأخير ونفى فيه بشكل قاطع صحة ما نُسب إليه من معلومات وردت على لسان أحد ضحايا «أبو عمر»، معتبرًا أنّ كل ما جرى تداوله حول وجود علاقة مزعومة بينه وبين المعني بالقضية هو محض افتراء ومختلق جملةً وتفصيلًا.
ولم يلجأ الحريري إلى إصدار بيان سياسي مباشر، بل اختار أسلوب السخرية إذ أعاد نشر بيان السنيورة عبر خاصية «الستوري» على حسابه «إنستغرام»، مرفقًا إيّاه بأغنية للفنانة شيرين عبد الوهاب بعنوان: «في الزمن ده الكذابين اتمكّنوا وكتروا»، في رسالة واضحة فُهمت على أنّها تشكيك في مضمون بيان السنيورة واتهام صريح بعدم الصدقية.
يُذكر أنّ السنيورة، الذي كان من المقرّبين من الرئيس الشهيد رفيق الحريري ابتعد لاحقًا عن تيار المستقبل خلال مرحلة تولّي نجله الرئيس سعد الحريري قيادة التيار، متّجهًا إلى اعتماد خطّ سياسي مستقل. فيما أشار النائب أديب عبد المسيح في تصريح له، الى أنه «في إطار ما يتم تداوله عن صفقات «أبو عمر»، من المفيد أن نترك للأجهزة الأمنية والقضاء مساحة للغوص في هذا الملف بدل التراشق الإعلامي به.







