باستثناء الولايات المتحدة – أعضاء مجلس الأمن يرفضون اعتراف إسرائيل بأرض الصومال

السياسي – عقد مجلس الأمن الدولي جلسة مفتوحة مطولة لمناقشة قرار إسرائيل بالاعتراف بسيادة أرض الصومال دولةً مستقلةً ذات سيادة في 26 ديسمبر/ كانون الأول. وقد تمّ عقد الجلسة بناءً على طلب الدول الأفريقية الثلاث (الصومال، الجزائر، سيراليون) بالإضافة إلى غيانا، وبدعم من روسيا والصين وباكستان.

وقد قدّم مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام وعمليات السلام، خالد خياري، إحاطة حول تداعيات إعلان إسرائيل الاعتراف بـ”أرض الصومال” دولةً مستقلةً وذات سيادة.

وأشار خياري إلى أن جلسة مشتركة لمجلسي البرلمان الصوماليين عقدت في 27 ديسمبر/ كانون الأول أدانت ما وصفته بالاعتراف “غير القانوني” بـ”صوماليلاند”، مؤكدةً أن أي اعتراف من هذا النوع، سواء من إسرائيل أو من أي دولة أخرى، يُعدّ باطلًا ولا أساس له قانونيًا ولا يترتب عليه أي أثر قانوني دولي.

ولفت إلى أن الإعلان الإسرائيلي قوبل بردود فعل واسعة من دول في المنطقة وخارجها، من بينها مصر والأردن وجيبوتي والمملكة العربية السعودية وتركيا، إضافة إلى بيان مشترك صادر عن عشرين دولة من الشرق الأوسط وأفريقيا يرفض ويدين هذا الاعتراف.

-الصومال A3+

وفي مداخلة باسم مجموعة A3+، التي تضمّ الجزائر وغيانا وسيراليون والصومال، أعرب ممثل الصومال، أبو بكر عثمان، عن شكر المجموعة لرئاسة مجلس الأمن على عقد الجلسة، مثمّنًا إحاطة مساعد الأمين العام خالد خياري، ومشيرًا إلى مشاركة عدد من الدول والمنظمات الإقليمية في النقاش.

وأكدت المجموعة إدانتها الشديدة لاعتراف إسرائيل بـ”صوماليلاند”، معتبرةً ذلك انتهاكًا صارخًا لوحدة الصومال وسيادته وسلامة أراضيه، ومخالفةً لميثاق الأمم المتحدة والمبادئ الأساسية للاتحاد الأفريقي والقانون الدولي. وشددت على أن “صوماليلاند”، بوصفها إقليمًا في شمال غرب الصومال، لا تملك الأهلية القانونية لإبرام أي اتفاقات أو ترتيبات أو الحصول على اعتراف دولي بمعزل عن الدولة الصومالية، معتبرةً أي ترتيبات من هذا النوع باطلة ولاغية.

وفي سياق متصل، أعربت A3+ عن رفضها القاطع لأي حديث أو خطوات تتعلق بالتهجير القسري للفلسطينيين أو نقلهم إلى دول أو أقاليم أخرى، بما في ذلك أي محاولات لربط ذلك بإقليم شمال غرب الصومال، معتبرةً أن مثل هذه الخطوات غير قانونية وتتعارض مع قرارات ومحاكمات القانون الدولي، بما في ذلك الآراء الاستشارية والتدابير المؤقتة الصادرة عن محكمة العدل الدولية. وأكدت المجموعة دعمها الثابت لحقوق الشعب الفلسطيني، وفي مقدّمتها حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وفق حلّ الدولتين.

-الولايات المتحدة الأمريكية
من جهتها، قالت ممثلة الولايات المتحدة الأمريكية إن عقد جلسات من هذا النوع، مثل الاجتماع الحالي، يصرف الانتباه عن القضايا الجدية المرتبطة بالسلم والأمن الدوليين، بما في ذلك الأوضاع في الشرق الأوسط ومنطقة القرن الأفريقي. وأكدت أن لإسرائيل، بوصفها دولة ذات سيادة، الحق في إقامة علاقات دبلوماسية، شأنها شأن أي دولة أخرى.

وانتقدت الممثلة الأمريكية ما وصفته بازدواجية المعايير داخل مجلس الأمن، مشيرة إلى أن دولًا عدة، من بينها أعضاء في المجلس، اتخذت في وقت سابق قرارات أحادية بالاعتراف بدولة فلسطينية من دون أن يُعقد اجتماع طارئ لمناقشة تلك الخطوات. واعتبرت أن هذا النهج يسهم في تشتيت تركيز المجلس عن مهمته الأساسية المتمثلة في حفظ السلم والأمن الدوليين.

وفي ما يتعلق بـ”صوماليلاند”، قالت إن الولايات المتحدة لا تعلن في الوقت الراهن أي موقف جديد بشأن الاعتراف بها، مؤكدة أنه لم يطرأ أي تغيير على السياسة الأمريكية بهذا الشأن.

-روسيا
من جانبها، أعربت روسيا عن قلقها العميق إزاء قرار إسرائيل الاعتراف باستقلال “صوماليلاند”، معتبرةً أنه يتعارض مع سيادة ووحدة الجمهورية الفيدرالية للصومال وسلامة أراضيها. وأكدت موسكو تفهمها للموقف الرافض للحكومة الفيدرالية الصومالية، وللقيادة الأفريقية والدول الإقليمية والدول الإسلامية، مشددةً على أهمية حلّ الخلافات الداخلية الصومالية من خلال حوار وطني شامل، دون أي تدخل خارجي.

-إسرائيل
قال مندوب إسرائيل: “إن علاقة إسرائيل مع صوماليلاند لها تاريخ طويل ومتواصل”. وأضاف أنه في عام 1960، عندما برزت صوماليلاند كدولة مستقلة، كانت إسرائيل من بين ٣٥ دولة اعترفت رسميًا باستقلالها، مشيرًا إلى أن المدنيين في صوماليلاند تعرّضوا لجرائم وحشية جماعية في أواخر ثمانينيات القرن الماضي، وهي جرائم يُعترف بها الآن على نطاق واسع بأنها إبادة جماعية لقبيلة إسحاق.

وأكد قائلاً: “إن اعتراف إسرائيل بصوماليلاند ليس استفزازيًا ولا جديدًا. إنه اعتراف قانوني ومبدئي بواقع قائم منذ زمن طويل، ويتوافق مع القانون الدولي ويتماشى مع القيم التي من المفترض أن يدعمها هذا المجلس”.

-مندوب الجامعة العربية
قال السفير ماجد عبد الفتاح، رئيس البعثة المراقبة الدائمة لجامعة الدول العربية إن ردود الفعل الدولية تعكس “الرفض والإدانة بالإجماع” لإسرائيل لسعيها إلى إضفاء الشرعية على التطلعات الانفصالية لمنطقة شمال غرب الصومال.

وأضاف: “تهدف إسرائيل إلى استخدام ذلك ذريعةً لوجودها غير الشرعي على الأراضي الصومالية العربية الأفريقية، وذلك لخدمة أجندات سياسية وأمنية واقتصادية معروفة، وهي أجندات مرفوضة ومدانة”.

-الاتحاد الأفريقي
أعرب المندوب المراقب للاتحاد الأفريقي عن رفضه لمحاولة إسرائيل تقويض سيادة الصومال، مؤكدًا أن الاتحاد يرفض أي مبادرة تهدف إلى الاعتراف بـ”صوماليلاند” ككيان مستقل. وحذر من أن أي محاولة لتقويض وحدة الصومال أو سيادتها أو سلامة أراضيها “تتعارض مع المبادئ الأساسية للاتحاد الأفريقي”.

-تركيا
قال سفير تركيا، أحمد يلديز، إن الإجراءات الإسرائيلية تشكل “تهديدًا مباشرًا” لاستقرار منطقة القرن الأفريقي.

كما ألقى كل من مندوبي مصر وجيبوتي وجنوب أفريقيا بيانات ترفض الخطوة الإسرائيلية، ثمّ ألقى مندوب الكويت بيانًا باسم المجموعة العربية أكد رفض المجموعة بشكل مطلق الخطوة الإسرائيلية، مؤكدًا التزام المجموعة بسيادة الصومال ووحدته الترابية كعضو كامل العضوية في الجامعة العربية.