تقارير عبرية:
“سبعة ملايين لحماس”، هكذا كانوا يحوّلون الأموال المخصصة لغزة. ميلوني: “راضية عن العملية الضخمة”
انطلقت التحقيقات بعد رصد عدة عمليات مالية مشبوهة. ومن بين المتهمين محمد حنون، رئيس جمعية الفلسطينيين في إيطاليا. وتشمل القضية ثلاث جمعيات. كما نُظّم اعتصام تضامني في ميلانو.
وفي الأيام الأخيرة كشفت التنصّتات أن البرنامج كان في مرحلة تنفيذ متقدمة جدًا، لدرجة أنه ظهر أن تاريخ اليوم هو موعد المغادرة، بالتنسيق مع العائلة التي كانت ستلحق به في أقرب وقت ممكن.
أما فيما يتعلق بخطر تكرار السلوك، فترى قاضية التحقيق أن هذا الخطر “مؤكد وحاضر”، سواء بالنظر إلى طبيعة الجريمة ذات الطابع الأيديولوجي القوي، أو بالنظر إلى سلوك المتهمين الذين، رغم إدراجهم على قوائم الإرهاب، “واصلوا نشاطهم وتجاوزوا القيود من خلال عمليات مالية مثلثة، واستخدام حذر متزايد، وتنظيف الحواسيب من المواد المجرّمة، واعتماد حيل مثل إنشاء جمعيات جديدة بأسماء لا علاقة لها بالحركة لتجاوز القيود”.
الإجراءات الاحترازية
نفذت شرطة DIGOS في جنوة، ووحدة الشرطة الاقتصادية والمالية التابعة للغيارديا دي فينانزا في جنوة، والوحدة الخاصة للشرطة، أمرًا قضائيًا يتضمن إجراءات احترازية (شخصية وعينية، الأخيرة بقيمة تتجاوز ثمانية ملايين يورو) بحق تسعة متهمين، جميعهم صدرت بحقهم أوامر اعتقال، إضافة إلى ثلاث جمعيات. صدر الأمر عن قاضي التحقيق في محكمة جنوة بناءً على طلب النيابة المختصة بمكافحة المافيا والإرهاب.
عمليات تمويل مثلثة
تُوجَّه للمتهمين تهمة تنفيذ عمليات تمويل، بما في ذلك تحويلات عبر بنوك أو وسائل أخرى، من خلال جمعيات مقيمة في الخارج لصالح جمعيات في غزة أو الأراضي الفلسطينية أو إسرائيل، والتي صنّفتها إسرائيل كجمعيات غير قانونية لأنها تابعة أو خاضعة أو مرتبطة بحماس، أو مباشرة لصالح عناصر في حركة حماس.
وشمل هذا الدعم أيضًا إعالة عائلات أشخاص شاركوا في هجمات إرهابية ضد مدنيين، أو أقارب معتقلين لجرائم ذات غرض إرهابي، وهو دعم يُعتقد أنه عزّز رغبة عدد غير معروف من عناصر حماس في الالتزام بالاستراتيجية الإرهابية والبرنامج الإجرامي للتنظيم، بما في ذلك تنفيذ هجمات انتحارية.
يُتهم المتورطون بجرم “الارتباط بغرض الإرهاب، بما في ذلك الإرهاب الدولي” (المادة 270 مكرر من القانون الجنائي). ومن بينهم، كما ذُكر، محمد حنون، رئيس جمعية الفلسطينيين في إيطاليا، والمعتقل بتهمة تمويل حماس. حنون (63 عامًا) يعيش في جنوة، ويعمل مهندسًا معماريًا. يحمل الجنسية الأردنية لكنه يعيش في إيطاليا منذ 40 عامًا. في عام 1994 أسس جمعية “التضامن الخيري مع الشعب الفلسطيني”، المتهمة الآن بأنها أداة لجمع الأموال لصالح حماس. في 2023 أدرجت وزارة الخزانة الأمريكية حنون وجمعيته على القائمة السوداء كجهات ممولة للإرهاب. وقد نفى الناشط الفلسطيني دائمًا هذه التهم وقال: “هذه كذبة. أنا لست قائدًا في حماس. أنا فقط فلسطيني أناضل منذ عقود من أجل حقوق شعبي. حماس حصلت على أكثر من 70% من الأصوات في غزة والضفة، لذا فهي ممثل شرعي للشعب الفلسطيني. وأنا متعاطف مع حماس كما أنا متعاطف مع أي فصيل يناضل من أجل حقوقي”.

متورطون آخرون
من بين المتهمين أيضًا: داوود رائد حسني موسى، عضو في الجناح الخارجي لحماس؛ ورائد الصلاحة، عضو في الجناح الخارجي ومسؤول في “المؤتمر الأوروبي الفلسطيني” منذ مايو 2023؛ وياسر الأسالي، عضو في الجناح الخارجي ومسؤول في الخلية الإيطالية لحماس، ومدير فرع ميلانو لجمعية A.B.S.P.P؛ ورياض البستانجي، عضو في الجناح الخارجي؛ وأسامة العيساوي، عضو في حماس وشغل منصب وزير النقل في حكومة غزة، ورئيس الكتلة الإسلامية في اتحاد المهندسين، وعضو مجلس الاتحاد، ومؤسس مشارك للجمعية المذكورة عام 1994، والمخوّل بالعمل على حساباتها بين 2001 و2009.
ويُتهم هؤلاء بأنهم شاركوا محمد حنون في اتخاذ القرارات حول إنشاء جمعيات جديدة مثل “القبة الذهبية” و”النخلة” بهدف استمرار دعم حماس ماليًا.
هوية العضو المعتقل في فلورنسا
أحد المعتقلين أُلقي القبض عليه في فلورنسا داخل منزله. الرجل هو رائد الصلاحة، ولم يبدِ مقاومة. تمت مصادرة وثائق ومواد أخرى من منزله. وهو عضو في الجناح الخارجي لحماس وعضو في مجلس إدارة المؤتمر الأوروبي الفلسطيني منذ مايو 2023، ويعمل مع ماجد الزير بشكل مباشر.
وكان الصلاحة قد عبّر خلال التنصّتات عن إعجابه بهجمات إرهابية. وهو عضو في الخلية الإيطالية لحماس، وعمل موظفًا لدى جمعية التضامن الخيري مع الشعب الفلسطيني في جنوة بين 2011 و2019، ومنذ يوليو 2024 يعمل ممثلًا لفرع فلورنسا وتوسكانا.
بداية التحقيقات
بدأ التحقيق بعد هجوم 7 أكتوبر 2023 المنسوب لحماس، بناءً على دفع من النيابة الوطنية لمكافحة المافيا والإرهاب، وبعد سلسلة من الإشارات حول عمليات مالية مشبوهة رُصدت قبل هذا التاريخ. ووفق التحقيقات، فإن 71% من التبرعات — التي قُدّمت على أنها مساعدات إنسانية — قد تم تحويلها لتمويل حماس أو جمعيات مرتبطة بها. التقدير يصل إلى 7,288,248.15 يورو، وهي أموال يُفترض أنها سُحبت من الشعب في غزة.
ميلوني تعبّر عن “رضاها عن العملية”
قالت رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني عبر حساباتها: “أود أن أعرب عن تقديري ورضاي عن العملية المعقدة والمهمة التي سمحت باعتقال تسعة أشخاص متهمين بتمويل حماس عبر جمعيات تدّعي العمل الخيري بما يزيد عن سبعة ملايين يورو. ومن بينهم رئيس جمعية الفلسطينيين في إيطاليا محمد محمود أحمد حنون، والذي وصفه المحققون بأنه ’عضو في الجناح الخارجي لحماس‘ و’قائد الخلية الإيطالية للتنظيم‘”.
وأضافت: “أوجه شكري العميق، الشخصي وباسم الحكومة، لجميع من شارك في إنجاز هذه العملية: نيابة جنوة، النيابة الوطنية لمكافحة المافيا والإرهاب، الشرطة، الغيارديا دي فينانزا، إضافة إلى الدعم المعلوماتي الذي قدمته وكالة الاستخبارات الخارجية الإيطالية”.





