HQ-19 الصيني يتفوق على ثاد الأمريكي

السياسي – قالت مجلة “ذا ناشيونال إنترست”، إن الصين أنشأت نظاما دفاعيا جويا يتفوّق حتى على أقوى الأنظمة الأمريكية، معتبرة ذلك مشكلة كبيرة للقوات الأمريكية في المحيط الهادئ.

وفي الوقت الذي بدأت فيه واشنطن بإحراز تقدم في قدراتها الخاصة بالأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، تقدمت الصين الآن بقدرة دفاع جوي يُزعم أنها قادرة على إسقاط أسلحة تفوق سرعة الصوت.

وبحسب المجلة، يُعد هذا تطورًا ملحوظًا، لأن سبب تنافس القوى العالمية الثلاث المهيمنة – الولايات المتحدة والصين وروسيا – على نشر أفضل الأسلحة التي تفوق سرعة الصوت كان بسبب نقص الدفاعات الموثوقة ضد هذه الأسلحة. والآن تأتي الصين بنظامها المتطور المضاد للصواريخ الباليستية “هونغ تشي-19” (HQ-19) لتقلب هذا الافتراض رأسًا على عقب.

وبينما تعمل روسيا على أنظمة مماثلة، يبدو أن الأمريكيين متأخرون في الركب.

وقالت المجلة إنه تم الكشف عن نظام HQ-19 لأول مرة في معرض تشوهاي الجوي لعام 2024 في الصين. وفي كثير من الأحيان تتم مقارنته بنظام الدفاع الصاروخي الأمريكي عالي الارتفاع ثاد (THAAD)، حيث يمثل HQ-19 خطوة مهمة في جهود الصين لتعزيز قدراتها الدفاعية الاستراتيجية.

-نظام HQ-19

وصُمم نظام HQ-19 لاعتراض الصواريخ الباليستية في منتصف مسارها ومراحلها النهائية، سواءً داخل الغلاف الجوي أو خارجه، وهو يتميز بتكنولوجيا متطورة قد تجعله منافسًا قويًا، أو حتى بديلًا متفوقًا، لنظام ثاد المكلف والمعقد.

وأضافت المجلة أن نظام HQ-19 هو نظام صواريخ أرض-جو مُثبت على شاحنة عالية الحركة (ثمانية × ثمانية)، ومُجهز بمنصة إطلاق بـ6 صواريخ. يستخدم النظام نظام إطلاق بارد، ويُطلق الصواريخ بزاوية حادة لتحسين مسارات الاعتراض. ويدمج النظام تقنيات رادار متقدمة، أبرزها رادار “Type 610A” القوي، الذي يتميّز بمدى كشف يصل إلى 2485 ميلًا.

ويعمل الصاروخ بمحرك صلب ثنائي النبضات ثنائي المرحلتين، مصنوع من ألياف الكربون، ووقود “N-15B”، ما يتيح نبضة نوعية مدتها 260 ثانية، وقابلية مناورة تصل إلى 60 جم.

ويتميز نظام التوجيه في HQ-19 بباحث يعمل بالأشعة تحت الحمراء مزوّد بنوافذ جانبية لتقليل التداخل الجوي، ومتصل برادار لضمان دقة الاستهداف.

وأوضحت المجلة أن مدى اعتراض HQ-19 يمتد إلى 1864 ميلًا. علاوة على ذلك، يمكن للنظام التعامل مع الأهداف على ارتفاعات تتجاوز 124 ميلًا، وبسرعات تزيد على 22369 ميلًا في الساعة.

-قلق أمريكي

ولهذا السبب، ترى المجلة، أن العديد من مسؤولي الدفاع الأمريكيين يشعرون بالقلق، وهم على حق، من قدرة نظام HQ-19 على اعتراض الأسلحة الأسرع من الصوت القادمة. وهناك مخاوف إضافية بين الاستراتيجيين الأمريكيين من أنه، بالسرعات والارتفاعات التي يستطيع هذا النظام اعتراضها، يمكن استخدام HQ-19 لتدمير الأقمار الصناعية في مدار أرضي منخفض (LEO).

وأفادت صحيفة “ساوث تشاينا مورنينغ بوست” الصينية بأن نظام HQ-19 “منافس أكثر كفاءة لنظام الدفاع الجوي ثاد التابع للجيش الأمريكي”.

-بين “HQ-19″ الصيني و”ثاد” الأمريكي

وعلى سبيل المقارنة، طورت شركة “لوكهيد مارتن” نظام ثاد، وهو حجر الزاوية في تكنولوجيا الدفاع الصاروخي الأمريكية، المصمم لاعتراض الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى في مرحلتها النهائية.

ويعمل هذا النظام باستخدام مركبة القتل الحركية (KKV) “الضربة القاتلة”، معتمدًا على التأثير المباشر لتحييد التهديدات.

ويبلغ مدى اعتراض نظام ثاد حوالي 124 ميلاً، ويصل ارتفاعه إلى 93 ميلاً، مع سرعة إغلاق تبلغ حوالي 6263 ميلاً في الساعة. ويوفر رادار AN/TPY-2 الخاص به مدى كشف يصل إلى 621 ميلاً في الوضع الطرفي، ويمكن تمديده إلى حوالي 1864 ميلاً في الوضع الأمامي عند الاتصال بأنظمة أخرى.

وفي حين أن ثاد نظام مثبت بسجل حافل من عمليات الاعتراض الناجحة، فإن HQ-19 يتميز بالعديد من الخصائص التي – إن صحت – تجعله أفضل من ثاد في مجالات رئيسة.

ويتجاوز المدى الموسع لنظام HQ-19 بكثير مدى ثاد. ويسمح هذا المدى لنظام HQ-19 بالتعامل مع الصواريخ الباليستية القادمة على مسافة أبعد بكثير من ثاد. وهكذا، يُمكن لـ HQ-19 أن يُوفر للصين ميزة استراتيجية، تُمكّنها من تنفيذ عمليات اعتراض استباقية فوق منطقة عملياتية أوسع، مثل بحر الصين الجنوبي أو المناطق الحدودية المتنازع عليها. علاوة على ذلك، تتجاوز قدرة HQ-19 على الارتفاع – 124 ميلاً – سقف نظام ثاد البالغ 93 ميلاً فقط.

لذلك، يُوفر HQ-19 للصين مرونة أكبر بكثير مما يُوفره نظام ثاد للولايات المتحدة وحلفائها. بالإضافة إلى ذلك، يُقال إن نظام الرادار الخاص به يتفوّق على نظام رادار ثاد.