لا أخفي عليكم كم كنت قلقا قبل مواجهة الكويت في نصف نهائي “خليجي 26”؛ لأسباب عديدة ذكرتها على مدار ثلاثة أيام ماضية، لكن عندما بدأت المباراة تبددت مخاوفي؛ لأنني وجدت فريقنا “الأحمر” لا يرف له جفن أمام 55 ألف متفرج كويتي متعطش لفوز “الأزرق”!
لقد طرد الحكم الروماني مهاجم منتخبنا مهدي عبدالجبار بقرار قاس في بداية الشوط الثاني، وتأخر كثيرا قبل أن يؤكد صحة هدف الفوز بتوقيع الفنان محمد مرهون، ولا أدري كيف مضت الدقائق في هذا الشوط الذي شهد فوز “الأحمر” بهدف نظيف وهو ناقص العدد ومدعوم فقط بـ 5 آلاف متفرج بمدرجات استاد جابر الدولي!
أستطيع القول إن المنتخب الذي شاهدناه البارحة، أعادني 20 سنة إلى الوراء، عندما كان محمد سالمين وعلاء حبيل وطلال يوسف يعزفون سمفونية الإبداع أمام أعتى القوى الكروية في قارة آسيا. ذاك المنتخب الذي كان قاب قوسين من دخول نادي منتخبات كأس العالم، ولكن الكرة لا تنصف الأفضل في كثير من الأحيان!
وعلى غير العادة، أنصفتنا هذه المرة في ليلة رأس السنة، لتجعلنا نحتفل بالعام الجديد ونحن منتصرون على مضيف “خليجي 26”، الذي حاول جاهدا أن يتغلب على نفسه لمقاومة عنفوان “الأحمر” دون جدوى، وكان منتخبنا بالفعل “الحصان الأسود” كما تنبأنا له منذ البداية.
إن لهذا الفوز له قيمة كبيرة أيضا؛ لأنه جاء على حساب منتخب الكويت العريق، صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بكأس الخليج (10 مرات)، وصاحب الجمهور الحماسي “الموج الأزرق” الذي وقف إلى جانب فريقه حتى النهاية، وليعذرنا أشقاؤنا الكويتيون لأننا سبب خروجهم من البطولة المقامة على أرضهم، ولكنها البحرين “نور العين”!