تجدد الاشتباك المسلح، صباح اليوم السبت، في مخيم نور شمس للاجئين شرقي مدينة طولكرم، شمالي الضفة الغربية المحتلة، تزامنًا مع وصول تعزيزات عسكرية “إسرائيلية” جديدة إلى المخيم.
وقال شهود عيان إن قوات الاحتلال اشتبكت مع مسلحين داخل المخيم، عقب محاصرتها لأحد المنازل. منوهًا إلى قصف المنزل المستهدف بعدة صواريخ “إنيرجي”.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، عدوانه على مخيم نور شمس، لليوم الثالث على التوالي، مخلفًا عددًا من الشهداء والجرحى إلى جانب حملة اعتقالات واسعة ودمار كبير طال منازل وشوارع المخيم وبنيته التحتية.
وتصدى المقاومون في المخيم للقوات المقتحمة، وخاضوا اشتباكات عنيفة معها، ما أدى لإصابة ضابط و3 جنود إسرائيليين بجروح متفاوته، وذلك باعتراف المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وفي سياق متصل، ذكرت مصادر محلية أن المقاومة الفلسطينية استهدفت آليات الاحتلال العسكرية بعبوة ناسفة محلية الصنع، خلال تواجد الأخيرة بالقرب من مدخل مخيم طولكرم للاجئين.
ومنذ بدء العدوان على المخيم، أكدت مصادر طبية استشهاد الشاب سليم غنّام من مخيم نور شمس، وهو شقيق شهيدين، إضافة لاستشهاد الطفل قيس فتحي نصر الله (16 عاماً) من مخيم طولكرم، وقد استشهدا برصاص الاحتلال خلال العدوان المستمر على طولكرم.
في حين، قالت مصادر محلية في مخيم نور شمس شرقي طولكرم، إن قوات الاحتلال “الإسرائيلي” اغتالت عددا من المقاومين خلال الاقتحام المتواصل للمخيم.
وتحدثت المصادر عن اقتحام قوات خاصة من جيش الاحتلال أحد المنازل في حارة العيادة بالمخيم، وإقدامها على اغتيال 4 مقاومين، فيما لم تؤكد مصادر رسمية عدد الشهداء وهوياتهم؛ بسبب منع مركبات الإسعاف والطواقم الطبية من دخول المخيم والوصول إليهم.
كما أصيب عدد من المواطنين في مخيم نور شمس، في ظل عرقلة عمل طواقم الإسعاف ومنعها من الوصول إلى المصابين في منازلهم داخل المخيم، وتركهم ينزفون لعدة ساعات.
وأفادت جمعية الهلال الأحمر، الليلة، بأن طواقمها تمكنت من إخلاء عدد من المصابين، إلى جانب إخلاء حالة وفاة لمسن توفي مساء الخميس في منزله داخل المخيم، ولم تتمكن عائلته والطواقم الطبية من نقله للمستشفى.
وأشارت الجمعية إلى أن طواقمها تمكنت الليلة، من نقل مسعف متطوع أصيب داخل مخيم نور شمس بعد منع طواقمها من الوصول إليه، إضافة لنقل إصابة رصاص حي في الركبة كانت قوات الاحتلال منعت الطواقم من الوصول إليها.
وذكرت أن طواقمها تعاملت مع إصابة مسن (60 عاماً) جراء إصابته بيده من عضة كلب تابع لجيش الاحتلال في مخيم نور شمس.
وفقدت جمعية الهلال الأحمر الاتصال بطواقمها بعد دخول سيارتي إسعاف لمخيم نور شمس، لأكثر من 30 دقيقة، حيث تم احتجاز الطواقم من قبل جيش الاحتلال، قبل أن تتمكن من إخلاء إصابتين بالرصاص الحي في الأرجل.
وأفادت مصادر، بأن اجتياح مخيم نور شمس لا زال متواصلًا، وسط عمليات مداهمة واقتحام لمنازل المواطنين وتحطيمها واعتقال العشرات من المواطنين، وتدمير البنية التحتية للمخيم وتدمير جدران المنازل بالجرافات العسكرية الإسرائيلية خلال عبورها من شوارع المخيم الضيقة.
وأشارت إلى أن قوات الاحتلال تفرض حظر تجوال في المخيم ومحيطه، وتطلق النار على كل شيء يتحرك أمامها.
من جهتها، نعت القوى الوطنية والإسلامية في محافظة طولكرم شهداء مخيم نور شمس، وأعلنت حالة الحداد العام والإضراب التجاري الشامل لجميع مناحي الحياة اليوم السبت.
ومساء أول أمس الخميس، اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال مدينة طولكرم، وشرعت بأعمال تجريف في عدد من شوارعها بالتزامن مع فرض حصار مطبق على مخيم نور شمس قبل أن تقتحمه، وفرضت منع التجوال في شوارع المخيم، ومنعت المواطنين من العودة الى منازلهم.
