الحدود السورية التركية نحو الازدهار مجددا

يجمع مراقبون على ان عودة العلاقات التركية السورية ونجاح المباحثات سينعكس بشكل ايجابي على الشعبين السوري والتركي وينظف الاقليم من الارهاب والقوات العسكرية النظامية التي تحتل اجزاء منه، الى جانب الازدهار الاقتصادي الذي سيظهر بشكل جلي وواضح يصب في مصلحة الجميع.

 

ليس خافيا بان توترالعلاقات التركية السورية مع اندلاع الثورة على نظام الاسد قد خلطت الاوراق ودفعت المنطقة الى بؤرة توتر بركانية ، لم تتوقف نتائجها سلبية عند حدود البلدين ، بل انها انفجرت في غالبية دول العالم خاصة اوربا .

 

من المجدي في الوقت الراهن ورغم تأخر الوقت والقرار، البحث عن حلول عقلانية والابتعاد عن التمترس والتخندق في المواقف المتحجرة، واعادة بناء ما هدمته الحرب سياسيا واقتصاديا ، واعادة نشر ثقافة التعاون والود ، فالحدود التركية السورية طويلة ولا يمكن تجاوها وبالامكان العودة الى تنميتها وفتح معابر التعاون بدلا من التهريب والتسلل والتفجير .

 

عودة المفاوضات السورية التركية تمهيدا لعودة العلاقات بين الطرفين تصب في مصلحة الشعبين والنظامين، فالمفاوضات تدعم الرئيس التركي في الانتخابات الرئاسية المقبلة وتحرم الاميركيين من وصول المعارضة الموالية لها الى سدة الحكم في تركيا، وهذه الخطوة مفيدة لدمشق ان تجاوت الخلافات الشخصية مع الرئيس التركي، فيما سيستفيد الرئيس السوري من فتح افاق جديدة للعلاقات وبوابة واسعة في الاتصالات مع دولة مهمة وكبيرة اوربية وعضو في الناتو معه.

 

في حال وصلت المعارضة التركية الى الحكم فانها لن تلتزم بما تعهدت فيه للرئيس السوري الذي يعد احد اصدقاءها وكانت على تواصل معه طوال مرحلة الازمة، بل ستعود لتسبح في بحر السياسة والمصالح الاميركية وتوجهات الناتو الداعي لبقاء القوات الاميركية محتلة للشمال الشرقي السوري، وتضغط على دمشق والشعب السوري وتلتزم بقوانين وعقوبات قيصر وتشدد الحصار على هذا البلد ، الى جانب تحقيق مساعي واشنطن واسرائيل لتقسيم سورية .

 

قبيل الثورة السورية كانت الحدود والمدن المحاذية لها تزدهر اقتصاديا وماليا، ودر الانفتاح وتدفق المواد والبضائع عبرها مئات الملايين على الشعبين، واقيمت المشاريع والمؤسسات المشتركة ، قبل ان يتم تدميرها وتهجير العاملين فيها الى تركيا والى بطن البحر المتوسط.

 

ما يجري على خط دمشق – انقرة، سيشكل تحولا استراتيجيا في غاية الأهمية، من المهم ان تلتحق دول عربية وخاصة خليجية بهذا الركب ومراجعة مواقفها وتجاوز العقبات غير الموضوعية والتواصل مع النظام السوري على غرار الامارات العربية وسلطنة عمان سيما بعد فشل سياسة الحرب التي ساندتها تلك الدول على مدار عقد كامل ضخت خلاله المليارات ، واستهلكت عتادا واسلحة فتكت بمئات الالاف من السوريين

شاهد أيضاً