الغارديان: إسرائيل وإيران اتفقتا ضمنيا على وقف التصعيد

السياسي – رأى الكاتب البريطاني سيمون تيسدال أن الرد الإسرائيلي على هجمات إيران جاء محدودا بشكل مدهش، فيما قللت إيران من أهمية الهجمات الجوية على قاعدة عسكرية بالقرب من أصفهان وأهداف أخرى، ونفت أنها كانت موجهة من الخارج.

وقال الكاتب، في مقال نُشر عبر صحيفة “الغارديان” البريطانية، إن “الأمر بدا كما لو أنه كان اتفاقاً ثنائياً ضمنياً قد تم التوصل إليه بين البلدين من أجل وقف التصعيد بهدوء، فقد أطلق كل منهما النار مباشرة على الآخر؛ ما تسبب بوقوع أضرار رمزية، والآن يشيران إلى أن الأمر قد انتهى على الأقل في الوقت الحالي”.

وأضاف: “إذا كان هذا صحيحًا، فهو يمثل ارتياحًا كبيرًا، وإن كان مؤقتًا، فيما الضغوط الأمريكية المكثفة على إسرائيل لحملها على ضبط النفس، بتحريض من بريطانيا وآخرين، أتت بثمارها”.

وأردف: “ليست من طبيعة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن يدير الخد الآخر، فهو كوماندوز سابق، يلجأ غريزيًا إلى القوة، وقد حثه حلفاؤه اليمينيون المتشددون على الهياج تجاه إيران، لكن استجابة نتنياهو المدروسة تعكس النفوذ الأمريكي الذي تمت ممارسته عليه؛ إذ لا يمكن تجاهل المساعدة الأمريكية الحاسمة في الدفاع عن إسرائيل”.
وتابع: “من الحماقة افتراض أن هذا سيكون نهاية الأمر، فلا يزال بين العدوين إيران وإسرائيل عداء عميق، سياسي وأيديولوجي يفصل بينهما، لكنهما يعانيان من الانقسامات الداخلية التي تغذي عدم القدرة على التنبؤ في سلوكهما؛ فقد تم فتح صندوق باندورا للمواجهات المباشرة بين البلدين بشكل مباشر”.

واستطرد تيسدال: “لقد أصبحت حرب الظل التي استمرت لسنوات بين البلدين مكشوفة الآن في وضح النهار أمام أعين الجميع، ومن الممكن أن ترد إيران من جديد في أي وقت، بشكل مباشر أو غير مباشر، كما يمكن لإسرائيل، التي أظهرت أنها قادرة على ضرب المنشآت النووية الإيرانية إذا اختارت ذلك، أن تقرر الهجوم مرة أخرى على إيران، وقد تكون المرة المقبلة أسوأ بكثير من سابقتها”.

وأفاد: “بينما زعمت إيران أنها نجحت في معاقبة إسرائيل على تفجير القنصلية في دمشق، إلا أن الواقع يشير إلى أن هجومها كان بمثابة كارثة كشفت عن حدودها العسكرية، ومن المؤكد أن إيران لم تقدم أية خدمة للفلسطينيين”، منوها إلى أن “الإسرائيليين ليس لديهم أيضا سبب للاحتفال، فبينما تمكنت إسرائيل من صد إيران هذه المرة، لكن سياسة الردع الشهيرة التي تنتهجها أصبحت ممزقة، لقد تحطمت أسطورة إسرائيل الحصينة المنيعة، فيما لا يزال هناك أكثر من 130 رهينة في غزة، ولم تُهزم حماس”.

وأنهى تيسدال مقاله بقوله إن “الشرق الأوسط نجا من رصاصة لم تتسبب بإشعال الحريق المتوقع على مستوى المنطقة، إلا أنها لا تزال تعاني العديد من حالات الطوارئ العالمية الخطرة الناجمة عن الإهمال المتفاقم”.

شاهد أيضاً