ثماني دول تملكه.. ماذا سيحدث إذا استُخدم السلاح النووي؟

شير حديث الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الأربعاء، عن السلاح النووي، وإشادته بترسانة موسكو النووية، إلى أن خطر استخدام هذا النوع من الأسلحة لا يزال قائما، طالما أن عدة دول تمتلكه، وبعضها يشكل خطرا على المجتمع الدولي.

وتعترف ثماني دول بامتلاكها أسلحة نووية، وهي الولايات المتحدة، روسيا، فرنسا، الصين، المملكة المتحدة، باكستان، الهند وكوريا الشمالية.

وفي المجمل، يقترب المخزون النووي العالمي من 13 ألف قطعة سلاح، وفق “اتحاد العلماء المعنيين” (ucsusa) وهي منظمة غير ربحية، مقرها الولايات المتحدة

وفي حين أن المخزون النووي العالمي الحالي أقل مما كان عليه خلال الحرب الباردة – عندما كان هناك ما يقرب من 60 ألف قطعة سلاح في جميع أنحاء العالم – إلا أن هذا لا يغير التهديد الأساسي الذي تمثله هذه الأسلحة المهددة للبقاء.

على سبيل المثال، تبلغ قوة الرؤوس الحربية الموجودة على غواصة أميركية واحدة مسلحة نوويا سبعة أضعاف القوة التدميرية لكل القنابل التي ألقيت خلال الحرب العالمية الثانية، بما في ذلك القنبلتان الذريتان اللتان ألقيتا على هيروشيما وناغازاكي في اليابان.

وتعمل جميع القوى النووية الكبرى تقريبا -بما في ذلك الولايات المتحدة وروسيا والصين- على زيادة ترساناتها النووية بشكل كبير من حيث الحجم أو القدرة أو كليهما.

وقال مسؤول أميركي الأربعاء إن تهديدات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين النووية الجديدة لم تسفر عن أي تعديل في الوضع النووي بالولايات المتحدة.
من يملك أكبر عدد من الأسلحة النووية؟

تمتلك روسيا الأسلحة النووية الأكثر، مع 5997 رأسا نوويا. وتليها الولايات المتحدة بـ 5428 سلاحا نوويا، تستضيفها الولايات المتحدة و5 دول أخرى: إيطاليا وبلجيكا وألمانيا وهولندا، وفق موقع الحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية ” icanw”.

ويبلغ إجمالي الرؤوس الحربية النووية التي تمتلكها الولايات المتحدة وروسيا وحدهما 90% من الأسلحة النووية في العالم.

والعدد الإجمالي الدقيق للرؤوس الحربية لكوريا الشمالية، وإسرائيل التي لم تعلن رسميا بامتلاك أسلحة نووية، غير مؤكد. ومع ذلك، تشير التقديرات إلى أن كوريا الشمالية لديها ما يكفي من المواد الانشطارية لتطوير ما بين 40 إلى 50 سلاحا، في حين تمتلك إسرائيل مواد تكفي لما يصل إلى 200 رأس حربي، مع ما يقدر بنحو 90 رأسا حربيا موجودا.

الولايات المتحدة
تضم الترسانة الأميركية نحو 5428 سلاحا نوويا، 1744 منها منتشرة وجاهزة للتسليم.

ويتم الاحتفاظ بالأسلحة في غواصات وصوامع صواريخ بعمق 80 قدما في خمس من ولايات السهول الكبرى.

ويتم تخزين البعض الآخر في قواعد القوات الجوية، حيث يمكن تحميلها على قاذفات بعيدة المدى.

وتنتشر مئة قنبلة أميركية في قواعد جوية في خمس دول أوروبية.

وما يقرب من نصف الأسلحة المنتشرة يتم الاحتفاظ بها في حالة تأهب قصوى، ويمكن إطلاقها بسرعة كبيرة بعد أمر رئاسي.

روسيا
تضم الترسانة الروسية على ما يقرب من 6000 رأس حربي (5997)، تم نشر 1584 منها.

وفي حين اتفقت الدولتان على تمديد معاهدة الحد من الأسلحة الثنائية الوحيدة المتبقية بينهما، والتي يطلق عليها اسم “ستارت الجديدة”، فإن تنفيذ المعاهدة معلق حاليا ومن غير المرجح أن يتم استئنافه حتى يتم التوصل إلى حل ما لحرب روسيا على أوكرانيا.

الصين
طورت الصين أسلحة نووية خلال الحرب الباردة، واحتفظت منذ ذلك الحين بترسانة متواضعة نسبيا.

ومع ذلك، فإن الأرجل الثلاثة لقواتها النووية، والمعروفة أيضا باسم الثالوث النووي، في طور التعزيز والتوسع، وعلى رأسها بناء ثلاثة حقول لصوامع الصواريخ الباليستية العابرة للقارات (ICBM) في ثلاثة مواقع شمال غرب الصين.

الحجم الدقيق لترسانة الصين غير واضح، ويقدره الخبراء بحوالي 410، بينما يقول البنتاغون إنه وصل إلى 500 وسيستمر في النمو.

وبسبب حجمها المتواضع، تحافظ الصين على الغموض بشأن ترسانتها.

وعلى النقيض من روسيا والولايات المتحدة، فإن الصين لا تبقي صواريخها في حالة تأهب قصوى.

المملكة المتحدة
تمتلك المملكة المتحدة ما يقدر بنحو 120 سلاحا نوويا، متاحا من الناحية التشغيلية (رؤوس حربية موجودة على متن غواصاتها أو يمكن تحميلها بسرعة كبيرة).

البلاد لديها 40 منتشرة، جاهزة في أي وقت.

كل هذه الأسلحة يتم إطلاقها من البحر وتحملها صواريخ باليستية من طراز ترايدنت يتم إطلاقها من الغواصات وتم شراؤها من الولايات المتحدة.

وتراجعت المملكة المتحدة عن تعهدها السابق بأنها لن تتجاوز الحد الأقصى البالغ 180 رأساً حربياً نووياً، وأعلنت أن سقفها الجديد سيكون 260 رأساً حربياً، أي بزيادة تزيد على 40 في المئة.

فرنسا
تمتلك فرنسا ترسانة تضم نحو 290 سلاحا نوويا منتشرا. وتعتمد معظمها على الغواصات، والباقي على صواريخ كروز التي تطلق من الجو.

كوريا الشمالية 
مع انتهاء الحرب الباردة، وجدت كوريا الشمالية نفسها في حالة من الاضطراب الاقتصادي.

وفي محاولة يائسة للحصول على النفوذ الدبلوماسي ورغبة في الحصول على ضمانات أمنية، سارع قادتها إلى تسريع برنامجهم النووي.

وانتهت محاولات الولايات المتحدة للحد من البرامج النووية والصاروخية لكوريا الشمالية بالفشل.

واليوم تمتلك كوريا الشمالية من المواد النووية ما يكفي لصنع 45 إلى 55 رأساً نووياً، وربما قامت بتجميع ما بين 20 إلى 30 سلاحاً نووياً.

كما تواصل تطوير قدراتها الصاروخية بعيدة المدى، رغم أن قدراتها لا تزال غير واضحة.

الهند
تمتلك الهند نحو 160 سلاحا نوويا وتنتج مزيدا، ورغم أن الصراعات المستمرة منذ فترة طويلة مع باكستان كانت تاريخياً محور تركيز البرنامج النووي الهندي، فإنها تشعر أيضاً بقلق متزايد بشأن العلاقات مع الصين.

باكستان
يعتقد المحللون أن باكستان زادت بشكل مطرد ترسانتها إلى 170 سلاحا نوويا في السنوات الأخيرة وما زالت تنتج المزيد.

ومن المرجح أن يعتمد الحجم المستقبلي لترسانتها وتركيبتها بشكل كبير على ما تفعله الهند. إلا أن التركيز المتزايد على الأسلحة النووية “التكتيكية” قصيرة المدى يثير المخاوف من أن باكستان ربما تخفض عتبة استخدام هذه الأسلحة.

تأثيرات استخدام السلاح النووي؟
يمكن لسلاح نووي واحد أن يدمر مدينة ويقتل معظم سكانها. العديد من الانفجارات النووية فوق المدن الحديثة ستقتل عشرات الملايين من الناس. وقد تصل الخسائر الناجمة عن حرب نووية كبرى بين الولايات المتحدة وروسيا مثلا إلى مئات الملايين.

تستغرق كرة النار الناتجة عن الانفجار النووي حوالي 10 ثوانٍ لتصل إلى الحد الأقصى لحجمها.

يطلق الانفجار النووي كميات هائلة من الطاقة على شكل انفجار وحرارة وإشعاع. تصل سرعة موجة الصدمة الهائلة إلى عدة مئات من الكيلومترات في الساعة.

ويؤدي الانفجار إلى مقتل أشخاص بالقرب من نقطة الصفر، ويتسبب في إصابات في الرئة وتلف في الأذن ونزيف داخلي في مناطق أبعد.

يتعرض الناس لإصابات نتيجة انهيار المباني والأجسام الطائرة. الإشعاع الحراري شديد للغاية لدرجة أن كل شيء تقريبًا بالقرب من نقطة الصفر يتبخر.
وتسبب الحرارة الشديدة حروقًا وتشعل الحرائق على مساحة كبيرة، والتي تتجمع في عاصفة نارية عملاقة.

وحتى الأشخاص الموجودون في الملاجئ تحت الأرض يواجهون الموت المحتمل بسبب نقص الأكسجين والتسمم بأول أكسيد الكربون.

وحتى الأشخاص الموجودون في الملاجئ تحت الأرض يواجهون الموت المحتمل بسبب نقص الأكسجين والتسمم بأول أكسيد الكربون.

 

ويمكن لرأس حربي نووي واحد أن يقتل مئات الآلاف من البشر، مع ما يترتب على ذلك من عواقب إنسانية وبيئية دائمة ومدمرة.

وتفجير سلاح نووي واحد فقط فوق نيويورك من شأنه أن يسبب ما يقدر بنحو 583.160 حالة وفاة.

المدى الطويل

على المدى الطويل، تنتج الأسلحة النووية إشعاعات، تقتل أو تصيب الأشخاص المعرضين لها بالمرض، وتلوث البيئة، ولها عواقب صحية طويلة المدى، بما في ذلك السرطان والأضرار الجينية.

وقد أدى استخدامها على نطاق واسع في التجارب الجوية إلى عواقب وخيمة طويلة المدى.

ويتوقع الأطباء أن نحو 2.4 مليون شخص في جميع أنحاء العالم سيموتون في نهاية المطاف بسبب السرطان بسبب التجارب النووية الجوية التي أجريت بين عامي 1945 و1980.

لا شك أن أبرز مثال عن الآثار المدمرة للسلاح النووي هو ذلك الذي كانت مدينتا هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين مسرحا له.

وكان قصف الولايات المتحدة لمدينتي هيروشيما وناغازاكي في 6 و9 أغسطس 1945، أولى الحالات التي استخدمت فيها القنابل الذرية ضد البشر، مما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص، وطمس المدن، وساهم في نهاية الحرب العالمية الثانية وفق موقع الأرشيف الوطني الأميركي

شاهد أيضاً