البعض من الشخصيات الفلسطينية ومنهم الدكتور مصطفى البرغوثي تنفي المشاركة في اللقاء وتؤكد على هذا الموقف نتمنى بأن يكون ذلك صحيح ودقيق وفي نفس الوقت حين كتبت في هذا الجانب لم افتري على أي شخص لدوافع شخصية، ولكن في إطار موقفي الوطني والثابت، حيث أرفض مختلف المبادرات والاتصالات من قبل شخصيات فلسطينية مستقلة أو من قبل الفصائل الفلسطينية، وليست مهمة أو دور الفصائل والأحزاب السياسية الاتصالات أو اللقاءات مع المسؤولين للاحتلال الإسرائيلي وقد حاولات “إسرائيل” صناعة روابط القرى في سبعينيات القرن الماضي ولم تنجح في إيجاد بديل عن منظمة التحرير الفلسطينية وخلال العدوان والإبادة الجماعية بقطاع غزة، حاول نيتنياهو والكبينيت الإسرائيلي إيجاد بديل عن السلطة الوطنية الفلسطينية لتولي الأوضاع بقطاع غزة، على غرار روابط القرى تجاوب عدد ضئيل جدا من هؤلاء السماسرة والعملاء، وقد فشل مخطط نتنياهو وفريقه إيجاد حالة داخل الجسم الفلسطيني رغم حجم الكارثه الإنسانية والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتعمل “إسرائيل” في الوقت الحاضر على زعزعة الأمن المجتمعي للفلسطينيين وتغذية الفتنة الداخلية وتعزيز الانقسام الفلسطيني، قبل تسلم الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب، من خلال التصعيد الإسرائيلي بالضفة الغربية ومخيماتها وإيجاد شرخ بين السلطة الفلسطينية وما يسمى فصائل “المقاومة “، وهناك فرق بين المقاومة الفلسطينية بمكوناتها الوطنية المختلفة والتي تأخذ بعين الاعتبار مصالح الشعب الفلسطيني بدرجة الأولى، وبين جهات تدعي المقاومة وتخدم اجندات خارجية تلحق الأضرار بالشعب الفلسطيني الذي قدم الغالي والنفيس خلال مسيرة النضال الفلسطيني، وأنا أستغرب حين كان يتم حدوث إتفاق الهدنة بين حماس و”إسرائيل” كان يعتبر ذلك إنتصار وحماية المشروع الوطني بل اكثر من ذلك كانت تسمح “إسرائيل” في إدخال المساعدات المالية لحركة حماس 30 مليون دولار أمريكي من قبل أمارة قطر، مع السفير محمد العمادي.
ونتذكر عنوان الاتفاق بين حماس و”إسرائيل “خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2012 وقف الأعمال الاعدائية بين كلا الجانبين وهذا الاتفاق تم بمشاركة قطر وتركيا ومصر نظام الرئيس مرسي المرشح عن حركة الإخوان المسلمين، ومشاركة الخارجية الأمريكية، إضافة إلى المخابرات الإسرائيلية ومدير مكتب نتنياهو في ذلك الوقت وقد أصبحت الهدنة بقطاع غزة مقدسة من قبل حركة حماس وقد سمحت “إسرائيل” للقيادات حماس في الخارج بزيارة قطاع غزة وفي مقدمتهم خالد مشعل وموسى أبو مرزوق في حين منعت دخول الشهيد الدكتور رمضان شلح امين عام حركة الجهاد الإسلامي، ولم يتم توجيه الانتقادات من قبل ضيوف ومنظومة فضائية الجزيرة القطرية وفريق فضائية الجزيرة، بل صرح قيادات حماس بقطاع غزة وعلى للسان محمود الزهار بأن الصواريخ التي تتطلق من قطاع غزة عبثيه، وقد اثبتت حماس قدرتها على التزاماتها في الاتفاقيات الثنائية مع الإحتلال الإسرائيلي، في مختلف محطات الهدنة والمفاوضات لذلك هناك أعضاء في حكومة نتنياهو تتطلب الاتفاق مع حماس حول اليوم التالي بقطاع غزة خاصة مع تجربة طويلة بين الجانبين في الهدنة والمفاوضات الثنائية، وما حدث من إبادة جماعية بهدف تهجير الفلسطينيين بقطاع غزة قد فشل وقد يتم التهجير المتدرج بعدحجم الكارثه، تحاوّل حكومة نتنياهو إعادة نفس السيناريو بالضفة الغربية ومخيماتها وجنين والمخيم بشكل خاص، حيث تتواجد مجموعات لحركتي حماس والجهاد الإسلامي تعمل على التصعيد العسكري وبذلك يتم استثمار ذلك للمصالح حكومة الإحتلال الإسرائيلي برئاسة نتنياهو وفريقه الذي يرفض الإنسحاب من قطاع غزة ووقف إطلاق النار.
لذلك المطلوب منع تجربة سيناريو نتنياهو في محافظات الضفة الغربية ومخيماتها وجنين بشكل خاص، فضائية الجزيرة القطرية تتقاطع مع الإحتلال الإسرائيلي، ولذلك يتم الهجوم على السلطة الوطنية الفلسطينية وقياداتها تحت عنوان التنسيق الأمني،
وحقيقة الأمر بأن كل من دخل الضفة الغربية وقطاع غزة كان ضمن إتفاق أوسلو وهناك من لم توافق “إسرائيل” على دخولهم وأنا كاتب هذه السطور أحدهم، لذلك المطلوب من مختلف الفصائل الفلسطينية والشخصيات الوطنية المستقلة العمل على منع الفتنة الداخلية وزعزعة الأمن المجتمعي الذي يخدم الأهداف الخبيثة للاحتلال الإسرائيلي، وعودة إلى الدكتور مصطفى البرغوثي وهو ضيف على مختلف الفضائيات الإخبارية وخاصة الجزيرة القطرية والذي ينفي اللقاء مع رئيس الشاباك الإسرائيلي الحالي، أتمنى ذلك رغم ولن ادخل في التفاصيل وسبق حدوث لقاء سابق في إيطاليا بين الدكتور مصطفى البرغوثي مع وزير خارجية الإحتلال الإسرائيلي السابق شلومو بن عامي، بصوت والصورة، ولم ينفي ذلك اللقاء، أكرر لا يوجد موقف شخصي
وسوف أكرر الكتابة على كل من يلتقي مع الإحتلال الإسرائيلي، وما اكتب يعبر عن موقفي الوطني من قضية رفض التطبيع مع الإحتلال الإسرائيلي، بل علينا إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية بعد فشل المسار السياسي للمفاوضات مع الكيان الصهيوني الإحلالي، فشل وقف الإبادة الجماعية لشعبنا الفلسطيني بقطاع غزة، وفشل تنفيذ قرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة، المسار الفلسطيني للنضال سيبقى الأساس في مقاومة الكيان الصهيوني العنصري بكل أشكال ووسائل المقاومة، التي توفّر عوامل الصمود لشعبنا الفلسطيني العظيم، والمحافظة على الإنجازات السياسية التي تحققت عبر مسيرة النضال والكفاح الفلسطيني منذ إنطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة عام 1965 وتأسيس منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد لشعبنا الفلسطيني.