خبير قمرة أتوم إيجويان لصانع الأفلام: كن شجاعاً، منضبطاً، واستكشف التوترات في داخلك

اختتمت النسخة العاشرة من ملتقى قمرة السينمائي، الحاضنة السينمائية السنوية للمواهب من تنظيم مؤسسة الدوحة للأفلام، بندوة سينمائية مشوقة لخبير قمرة آتوم إيغويان (إكسوتيكا، الآخرة الحلوة، الحجب السبعة)، قدم خلالها النصائح لصناع الأفلام الناشئين وحثهم “أن يكونوا شجعانًا ومنضبطين في جداول الإنتاج، وأن يستكشفوا التوترات في داخلهم ليجدوا صوتهم السينمائي الحقيقي”.
وقال أتوم: “السينما المستقلة تمنحك الحرية للاستكشاف، لاختيار اللحظات السحرية التي تصورها وتمنحك الهدايا التي لم تكن تتوقعها”. وأكد على أهمية وجود غرض محدد للإطارات التي يُنشئها الشخص وتنظيم جداوله ولقطاته ضمن برنامج زمني معدّ بعناية.
وأوضح الكاتب والمخرج والمنتج، الذي دعم بنفسه رحلة العديد من صناع الأفلام الذين يخوضون تجاربهم الأولى أو الثانية، إنه يحظى بمجموعة من الأعمال السينمائية المميزة، حيث تتمركز العديد من أفلامه حول مواضيع الهوية والذاكرة والصدمة، وهي مستوحاة جزئياً من جذوره الأرمنية الخاصة والإبادة الجماعية الأرمنية.
وأضاف: “صناعة الأفلام حول فصول مؤلمة من تاريخ الإنسانية لا تعني أنها عملية شفاء. إن هذه الأفلام سجل لما حدث، وما زال يحدث، مع نزوح أكثر من 20,000 أرمني في سبتمبر 2023.”
وأكد أنه عندما يروي قصة هؤلاء، فإنه يعترف بما تعرضوا له. فالفيلم الخاص به لن يغير ألمهم أو يشفيهم. وأضاف: “من المثير للاهتمام أنه في بعض الأحيان ألتقي شخصًا يقول إنه شعر بتأثير نفسي إيجابي بعد مشاهدة الفيلم، وهذا يعتبر أمرًا ذا معنى، وأشعر بالرضا لأنه يمكنه تحقيق ذلك الانتقال في العواطف”.
وأشار أتوم إلى أنه في توثيق الإبادة الجماعية الأرمنية في فيلم “أرارات” (2002)، “تم الابتعاد عن الألم الفوري، وتمكنت من التأمل في الكارثة من بعيد. أشعر بعدم الجهوزية للتعامل معها عندما يحدث ذلك في الواقع. ما تشاهده الآن في فلسطين لا يمكن تصوره، إنه حقيقي ويزداد سوءًا. لا يمكننا أن نكون متأملين في ذلك لأننا في قلب الأحداث، والتأثير الكبير الذي له هذا الأمر لن يختفي فجأةً.”
وتابع خبير قمرة أن الأمر الأهم بالنسبة لصناع الأفلام هو “توفير سرد حقيقي للآخرين وعدم الانحياز للسرديات التي تحمل أجندة معينة. يجب علينا أن نجد صوتنا الطبيعي ونتحدث بالحقيقة، لأن الحياد له أجندة في كثير من الأحيان. لا تُنقل الأحداث التاريخية والقصص من خلال شعارات، بل من خلال محادثات شخصية بين الأفراد.”
وأشار أتوم إلى أن أفلامه شخصية وأن العديد من كتاباته وإنتاجاته تأتي من “مكان شخصي جدًا” لتأكيد آرائه في عالم غير مكترث، وأن الكثيرين ينكرون الواقع الذي نعيشه. ولفت إلى أنّ هجرته الخاصة إلى كندا بعد أن وُلد في مصر لوالدين أرمنيين، أثّرت بشكل عميق على حياته.
” وقال في هذا الصدد: ” عندما كنت طفلاً، شعرت دائمًا بأنني غريب، وكان من الصعب جدًا التكيف لأننا كنا العائلة الأرمنية الوحيدة في المنطقة التي نشأت فيها. بدأت في خلق عوالم خيالية من حولي والمشاركة في المسرح لأنها كانت طريقة للتعامل مع اختلافاتي”.
وعبّر عن سعادته وإلهامه في الدوحة واستكشاف عمارة المتاحف. “رأيت شعار مؤسسة الدوحة للأفلام على العديد من الأفلام التي أعجبتني على مر السنين، وبمجرد وصولي هنا، أدركت لماذا؛ إنها مؤسسة رائعة جدًا”.

 

شاهد أيضاً