دراما رمضان تكشف سر السُلطان وتتاجر في سوق الكانتو

السياسي -وكالات

كما هي العادة دائماً تتواتر أخبار الدراما المصرية الرمضانية وتبدأ التكهنات قبل بداية الموسم بوقت كافٍ لتنشيط الحالة الإبداعية وتأهيل الجمهور المُنتظر للمُشاهدة، فضلاً عن الاستفادة بعوامل الترويج لتحقيق أعلى نسبة من أرباح الدعاية والإعلان، حيث تتصل هذه المسألة اتصالاً مباشراً بحجم ما تقوم القنوات الفضائية بتحصيله عند عرض المُسلسلات فالاتفاقات على زمن وشكل الدعاية تبدأ أيضاً مُبكراً ضماناً لتحقيق النتيجة التسويقية المطلوبة.
المؤسسات الإنتاجية وأبطال الأعمال المُرشحة للعرض الرمضاني تنتهز فرصة شغف الصحافة ووسائل الإعلام بمعرفة نوعيات وتفاصيل الأعمال الدرامية وتبدأ في تسريب أخبار مُقتضبة عن عناوين المُسلسلات وأسماء الأبطال والبطلات من باب التشويق والحث على المُتابعة وهي حيلة مُتبعة وسريعة المفعول ولها نتائج إيجابية مُجربة في كل المواسم تظهر آثارها في حجم التفاعل الجماهيري مع بداية الشهر الكريم واشتعال المنافسة بين الأعمال والأبطال.

سر السُلطان

يبرز من بين الأعمال الجديدة المُشاركة في الموسم الرمضاني مُسلسل «سُر السُلطان» للمخرج السينمائي المعروف خالد يوسف الذي يدخل مجال الإخراج الدرامي التلفزيوني لأول مرة بعمل تاريخي عن الحملة الفرنسية على مصر مأخوذ عن قصة للكاتب الكبير يوسف إدريس بعنوان «سره الباتع» حيث تسرد القصة تفاصيل وحكايات مهمة عن ملابسات دخول الحملة الفرنسية لمصر وكيفية مقاومتها في ضوء ما تسمح به الحلقات الدرامية.
غير أن المُسلسل يتضمن في سياق الأحداث سير بعض الشخصيات التاريخية البارزة التي ظهر دورها جلياً في مواجهة نابليون بونابارت والحد من نفوذه وتوسعاته وطموحة الاستعماري بالعسكرة في القاهرة وجعلها نقطة مركزية لحربة مع انكلترا خلال الحقبة التاريخية التي شهدت صراع الدول الكبرى لاحتلال مصر والاستحواذ على مُقدرات شعبها.
المُسلسل المذكور «سر السُلطان» يُمثل عودة إلى إنتاج الأعمال التاريخية بعد فترة غياب طويلة استمرت لعدة سنوات لم يتخللها غير النزر اليسير من المُسلسلات التي اتسمت أحداثها ببعض السمات التاريخية الواردة على استحياء في أعمال قليلة ونادرة قياساً على ما كان مُتبعاً في مراحل سابقة حين كان قطاع الإنتاج بالتلفزيون المصري يُقدم سنوياً عملاً تاريخياً جديداً للمخرج حسام الدين مصطفى أو المخرج أحمد توفيق أو أحمد طنطاوي أو غيرهم.
ما يُميز «سر السُلطان» أيضاً كعمل درامي مهم، قيام الفنان حسين فهمي بالبطولة الرئيسية مع أحمد عبد العزيز وأحمد صلاح السعدني وأحمد وفيق وحنان مطاوع ومنه فضالي ورانيا التومي وأحمد فهمي وشمس الكويتية وآخرين، الأمر الذي يُثري الأحداث ويشجع على المُشاهدة لما يتمتع به هؤلاء من جاذبية وشعبية كبيرة.

«العُمدة»

وفي تصنيف درامي مُختلف عن الطابع التاريخي يُقدم محمد رمضان مع مجموعة من الأبطال مُسلسل «العُمدة» ليدخل به السباق الرمضاني المُنتظر باستعداد فائق للمُنافسة برغم كل ما يُعانيه رمضان من نوبات الهجوم المُتكررة علية في كل عام، لكنه يُصر على أن يكون واحداً من مصارعي الحلبة الرئيسيين طارحاً ما يُقال ويُشاع عنه جانباً مُكتفياً بالتركيز في الدور الجديد الذي يتوقع أن يكون مُختلفاً إلى حد كبير ومُغرياً بالمُشاهدة لوجود فريق من الممثلين المتمرسين على الأداء الاحترافي، مثل هالة صدقي وزينة وبيومي فؤاد ومي كساب وأحمد داش بالإضافة إلى اكتشاف موهبة أخرى مُبشرة هو عصام السقا.

ضرب نار

ويُقدم الثنائي المهم ياسمين عبد العزيز وأحمد العوضي من تأليف ناصر عبد الرحمن وإخراج مصطفى فكري رؤية فنية إبداعية عن مُجتمع الصعيد تتناول بعض الصراعات المُحتدمة والتقليدية بين أهل الجنوب الطيبين ونماذج استثنائية من ذوي العزوة والقوة والبطش، حيث يُجسد العوضي شخصية جابر أبو شديد المُلقب بالكومندا وهو أحد الشخصيات المُتمتعة بالنفوذ داخل المجتمع القروي الصعيدي والقائمة علية أحداث المُسلسل، فيما تُمثل ياسمين عبد العزيز الطرف الآخر المنافس للعوضي أو جابر أبو شديد.
وهذه الثيمة الدرامية ليست جديدة من حيث النوع ولكنها ربما تكون مُختلفة في المُعالجة، فالكاتب ناصر عبد الرحمن وهو مُتخصص في نوعيات الدراما الجنوبية يمتلك القدرة على التنويع والمُغايرة والاختلاف في ما يطرحه من نماذج وصور وموضوعات وشخصيات.

سوق الكانتو

واستغلالاً للمُسمى الشعبي الشائع لسوق الملابس المُستعملة الكائن بوسط القاهرة، يطرح مُسلسل «سوق الكانتو» جانباً اجتماعياً من أحداث وصراعات المناطق الشعبية التي تزخر بنوعيات التجار والسماسرة والفتوات المهيمنين على تجارة الخردة ومُرتجع البضائع، فالمُسلسل يُلقي الضوء على تفاصيل غير معلومة لمن هم خارج دائرة الصراع والمنافسة القوية بين خبراء التجارة الرائجة وأساطين الكار.
المُسلسل من تأليف هاني سرحان وإخراج حسين المنباوي وبطولة أمير كرارة ومي عز الدين وعبد العزيز مخيون وكمال أبو رية وفتحي عبد الوهاب وضياء عبد الخالق، ويحاول الكاتب حصر الأحداث في فترة زمنية فائتة مع استخدام بعض الإسقاطات المُوحية على الواقع المُعاصر بإشارات داله على المضمون والمعنى.
هناك أيضاً أعمال أخرى لها ذات الأهمية في المنافسة الدرامية الرمضانية، لأبطال وبطلات لهم من الثقل ما يؤثر بشكل كبير في مُعادلة النجاح والفشل والمكسب والخسارة، من بين هذه الأعمال مُسلسل «تحت الوصاية» لمنى زكي و«بابا المجال» لياسمين رئيس ومصطفى شعبان و«عملة نادرة» لنيللي كريم وجمال سليمان و«حمدلا ع السلامة» ليسرا ومسلسل «جميلة» لريهام حجاج و«حضرة العُمدة « لروبي وبسمة وسميحة أيوب، والأخير مُختلف عن مُسلسل «العمدة» لمحمد رمضان، فالعملان يتشابهان في العنوان ويختلفان في المضمون.

 

شاهد أيضاً