كيف استقبلت إسرائيل وحلفاؤها خطة حماس الجديدة؟

قالت حركة حماس الفلسطينية إنها يمكن أن تقبل بحل الدولتين مع إسرائيل، كحل مؤقت، لكنها رفضت أيضاً التصريح بأنها ستعترف بإسرائيل، أو تتخلى عن القتال ضدها، وهو ما يثير الشكوك لدى الدولة العبرية وحلفائها.

وبالنسبة لإسرائيل والعديد من الدول الأخرى، وخاصة في أعقاب هجوم حماس في 7 أكتوبر(تشرين الأول)، والذي أدى إلى اندلاع الحرب الأخيرة في غزة، فإن هذا دليل على أن حماس لا تزال عازمة بشكل لا رجعة فيه على تدمير إسرائيل، حيث انضمت الولايات المتحدة والدول الأوروبية إلى إسرائيل في تصنيف حماس كمنظمة ارهابية، بحسب وكالة أسوشيتدبرس.

ويرى بعض المراقبين أن حماس أشارت إلى توجه عملي محتمل، يمكن أن يفتح الطريق أمام الحل. لكن الغموض الذي تتصف به الحركة الفلسطينية في محاولة التوفيق بين مواقفها أثار الشكوك لدى إسرائيل وحلفائها، ولم يقتنعوا بتوجهات حماس.

التخلي عن السلاح
وفي أحدث تكرار لموقفها، قال خليل الحية، المسؤول الكبير في حماس، قال في مقابلة أمس مع وكالة “أسوشيتدبرس” إن الحركة ستلقي سلاحها، وتتحول إلى حزب سياسي، إذا تم إنشاء دولة فلسطينية مستقلة في الضفة الغربية، على حدود ما قبل عام 1967.

وعلى الرغم من أنه تحدث مرة أخرى عن هدنة، إلا أنه كان هناك اقتراح نادر بأن حماس قد تقوم بحل جناحها المسلح.

وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بتدمير حماس بعد هجوم 7 أكتوبر(تشرين الأول) على إسرائيل. ورفض نتانياهو مراراً إنشاء دولة فلسطينية، ويقول منتقدوه إنه عمل على تقويض السلطة الفلسطينية التي تتخذ من الضفة الغربية مقرا لها والتي اعترفت بإسرائيل.

وفي عام 2006، بعد فوز حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية، دخلت في محادثات مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس حول تشكيل حكومة وحدة وطنية. وسط المفاوضات، قال إسماعيل هنية – وهو اليوم الزعيم السياسي الأعلى لحركة حماس – إن الحركة تدعم إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967 “في هذه المرحلة، ولكن مقابل وقف إطلاق النار، وليس الاعتراف”.

وتوصل الطرفان في نهاية المطاف إلى اتفاق تلتزم بموجبه حكومة الوحدة الوطنية، بما في ذلك حماس، “باحترام” اتفاقيات السلام التي أبرمتها السلطة الفلسطينية مع إسرائيل.

ورفضت إسرائيل والولايات المتحدة الاعتراف بحكومة الوحدة وفرضتا عقوبات اقتصادية. وسرعان ما انهارت الحكومة وسط القتال بين حماس وحركة فتح التي يتزعمها عباس – وانتهى الأمر باستيلاء حماس على غزة عام 2007.

وفي عام 2008، قال خالد مشعل، الزعيم السياسي لحركة حماس آنذاك، إن الحركة ستقبل بدولة في الضفة الغربية وغزة إلى جانب هدنة لمدة 10 سنوات مع إسرائيل. ورفض الاعتراف بإسرائيل على الإطلاق، لكنه أشار إلى أن حماس قد تنضم إلى اتفاق سلام دائم مع إسرائيل إذا قبل الفلسطينيون ذلك في استفتاء.

وأجرت حماس والسلطة الفلسطينية التي يتزعمها عباس جولات أخرى متعددة من محادثات الوحدة منذ ذلك الحين، والتي غالباً ما خرجت باختلافات في الصياغة بشأن موقف حماس. وفي كل مرة، يتم تدمير جهود الوحدة بسبب التنافس المرير بين الفصائل على السلطة ورفض الغرب قبول أي حكومة تضم حماس ما لم تعترف صراحة بإسرائيل.

شاهد أيضاً