كيف صدرت اميركا الارهابيين الى محيط روسيا؟

حملت كلمة المندوب الروسي في الامم المتحدة فاسيلي نيبينزيا التي وجهها للمندوبة الامريكية ليندا توماس-غرينفلد العديد من المعاني وكان واضحا اتهام روسيا المكشوف للولايات المتحدة بالوقوف وراء هجوم موسكو حتى وان ادان البيت الابيض الهجوم، فتلك الجماعة تحرك التنظيمات الارهابية في العالم نحو بوصلة مصالحها حتى وان كانت تعلن انها في حرب عليها او وضعتها في قوائم الارهاب

المندوب الروسي مخاطباً المندوبة الأمريكية حيث قال بكل برود اعصاب :
نحن نعلم مَن هو المعتدى ولكنَّ السارق لا يعدُّ نفسه سارقاً بل هو يقول نحن نعيد الحقوق إلى أهلها!،

من الصعب علينا منافسة الولايات المتحدة في الإعتداءات على الدول وعلى غزوها للشعوب وقتلها وتدمير ممتلكاتها ولكن الشيء الواضح لا يحتاح إلى توضيح

لن أقوم هنا بسرد قائمة الاعتداءات التي ارتكبتها الولايات المتحدة خلال تاريخها عبر مئتين وخمسة وأربعين سنة منذ إنشائها عام (١٧٧٦) لغاية الآن اليوم
ثم أردف قائلا :
لماذا ترغبون في توقيع عقوباتٍ علينا من البند السابع من ميثاق مجلس الأمن؟ هل تظنون أننا نحن دولة هاييتي أو نحن جزيرة جرينادا كي تستطيعوا فعل ذلك؟!

أنتم وحلفائكم قمتم بابتزاز مِصرَ عندما ما أممت قناة السويس
واعتديتم على العراق عندما يئستم من أنَّ (صدام حسين) لن يقضي على الثورة الإيرانية حسب ما طلبتم منه
وسلبتم (فلسطين) من أهلها أنتم وحلفائكم وسلمتموها إلى أشتات الأرض وقتلتم أهلها ظلماً وعدواناً وهكذا فعلتم في كوريا وفي فيتنام وفي اليابان
وها أنتم تشجعون تايوان على الأنفصال عن أمها الصين ودمرتم يوغوسلافيا
وها أنتم تحاصرون كوبا وتَـتدَّخَّلُونَ في الشؤون الداخلية للدول ولاسيَّما في أمريكا الجنوبية وجنوب أسيا وفي الشرق الأوسط وفي وسط أسيا كذلك
وها أنتم تُـنَصِّـبُون الرؤساء في الدول من الذين يساعدونكم على سرقة أموال الشعوب وإذا لم يـُلُـبُّـوا طلباتكم أولئك الرؤساءُ خلعتموهم ووضعتم بدلاً منهم الذين يطيعونكم ويضطهدون الشعوب التي في دولهم
والآن أنتم تريدون أنْ تفصلوا (أوكرانيا) عن (روسيا) وهي جزءً منها على مدى تاريخ روسيا

وقال لها إسمعي :

إذا لم تكفوا أيديكم عن هذه الغطرسة التي تقومون بها سنقوم نحن الروس والدول والشعوب المتضررة من اعتدائتكم المتتالية سوف نقوم وأولئك المضطهدون بتدمير اقتصادكم حيثما وجد في أي مكان من العالم

اميركا تصدر الارهاب الى العالم
بعد الهجوم الدامي على قاعة كروكوس سيتي وسط موسكو والذي اسفر عن مصرع 150 شخصا على الاقل والتي تبناها تنظيم داعش، عادت للاذهان التقارير التي نشرت قبل اشهر قليلة وتحدثت عن استقدام وكالات المخابرات العالمية وعلى راسها السي اي ايه لمئات المتطرفين من العراق وسورية والمنتمين لتنظيم داعش وخاصة اولئك الذين يحملون جنسيات من دول الاتحاد السوفيتي سابقا مستغلة حالة الحنق والحقد التي يحملها هؤلاء على الدولة الروسية التي ساندت الرئيس السوري بشار الاسد وقلبت موازين القوى لصالحه خلال الحرب السورية بالاضافة الى اعتبار الدولة الروسية دولة كافره تعمل ضد الاسلام علما انها تحتوي على اكبر مساجد العالم
تقول المعطيات الروسية وانه منذ بداية الحرب مع اوكرانيا فقد تحولت الاخيرة على يد الأنظمة الغربية إلى مركز لانتشار الإرهاب في أوروبا منذ 10 سنوات سيما عندما سهلت الدولة الاوكرانية عمليات التجنيد لمتطرفين الذين استغلو الفساد والرشوة في صفوف كبار ضباط الجيش الاوكراني واخذو اسلحة متطورة ومتفجرات لدرجة ان الاتحاد الاوربي ذاته، حذر من وجود خطر على الاتحاد ومن تسلل بعضهم الى بعض الدول الضعيفة التي انفصلت عن دول الاتحاد السوفيتي وبدأت بتشكيل خلايا ارهابية ستكون تهديدا لاوربا كلها في المستقبل.

هذه التحذيرات تقاطعت مع تحذرات اخرى اطلقها في فبراير الماضي النائب عن ائتلاف دولة القانون عارف الحمامي ، بشان مخطط دولي خطير تقوده الولايات المتحدة الاميركية لمهاجمة السجون العراقية وتهريب قيادات داعش الإرهابية وهو ما تم بالفعل فيما بعد عندما فر المئات من سجون قسد واختفو واغلب الظن انهم تسربو الى اوكرانيا والدول السوفيتية الاسلامية الضعيفة امنيا
هذا الخطر لن يقع على روسيا وحدها، حيث ان المخطط الاميركي سيسير في سيناريو غير مرسوم ليضرب الدول الاوربية والتي لا تتمتع بقوة امنية ممكن ان تحميها في المستقبل، ويبدو ان واشنطن تعمل على اضعاف اوربا لتبقى تحت جناحها وهي القوة الاقتصادية الكبرى والقارة الموحدة التي لها الحصة الاكبر في حلف الناتو ولا ترغب دائما في اتباع السياسة الاميركية

شاهد أيضاً