حين يتم الحديث عن إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية والتي أصبحت الهوية الوطنية والممثل الشرعي الوحيد لشعبنا الفلسطيني العظيم
يجب أن نتذكر الأسباب ودوافع تأسيس هذا الإنجاز الوطني الذي تحقق من خلال الزعيم الفلسطيني المؤسس المرحوم الأستاذ أحمد الشقيري، والذي قد شغل مواقع متعددة لبعض الدول العربية في الجامعة العربية والأمم المتحدة وكان يعتبر إلى جانب ذلك شكل ممثل للفلسطينيين في الجامعة العربية حيث أن اللاجئين الفلسطينيين بعد نكبة مجرد تجمعات داخل الضفةالغربية وقطاع غزة وفي الشتات في دول الجوار وفي العديد من دول العالم وقد طرح الرئيس الخالد جمال عبد الناصر على الدول الأعضاء فكرة التمثيل الفلسطيني في الجامعة العربية وتم تكليف الأستاذ أحمد الشقيري القيام بزيارة استطلاع لدول العربية والتي تشهد تجمعات الفلسطينيين ويقدم رؤيا لهم مشروع دراسة بهذا شأن.
ولكن الأستاذ أحمد الشقيري عمل خطوات عملية، حيث بادر إلى فكرة تشكيل الكيان السياسي لمنظمة التحرير من خلال جولات الاستطلاع في الاقطار العربية وكانت بداية المحطة الأولى التأسيس الكيان السياسي للفلسطينيين ،
عاد إلى الجامعة العربية مخاطبهم
لقد جئتكم ممثلنا لمنظمة التحرير الفلسطينية، وتم الاتفاق مع المرحوم الملك الحسين بن طلال رحمه الله
على عقد المجلس الوطني الفلسطيني الأول بمدينة القدس، وذلك قبل 60 عاما وقد شاركوا ممثلين عن الفلسطينيين من معظم الدول العربية وقد إفتتح الجلسة الأولى الراحل الملك الحسين بن طلال ملك المملكة الأردنية الهاشمية، وتم خلال المؤتمر الأول تحديد أعضاء المجلس الوطني وأعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وكانت تضم المستقلين من الشخصيات الفلسطينية من مختلف تجمعات الفلسطينيين في دول العربية وقد تولى الأستاذ أحمد الشقيري إلى حين استقالة المرحوم الزعيم المؤسس وقد تولى بعد ذلك فترة 6 شهور الأستاذ يحي حموده رحمه الله وبعد ذلك عام 1969 تولى رئاسة منظمة التحرير الفلسطينية الزعيم الخالد ياسر عرفات ودخول فصائل المقاومة الفلسطينية بمكوناتها المختلفة منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها التنفيذية والتشريعية، وبعد ذلك أصبحت توزيع المسؤولية في إدارة تفعيل المنظمة، حيث تم فصل رئيس المنظمة عن رئاسة المجلس الوطني الفلسطيني
وتم إنشاء وتوزيع دوائر المنظمة ومؤسساتها وقد إستطاعت قيادات وممثلين منظمة التحرير في دول العالم إلى تفعيل دور منظمة السياسي في العديد من دول العالم
وقد تعرضت المنظمة ومؤسساتها وقياداتها إلى العديد من محاولات الأغتيال السياسي والجسدي بل إلى محاولات الاختراق الداخلي وخلق البديل عن منظمة التحرير ولكن المنظمة محصنه من الشعب الفلسطيني بدرجة الأولى وحضيت في الاعتراف من جميع الدول العربية خلال مؤتمر قمة الرباط عام 1974، ومن ذلك الوقت أصبحت الممثل الشرعي الوحيد لشعبنا الفلسطيني في الوطن وفي أنحاء العالم لقد تكررت محاولات الشطب وتشكيك في المنظمة ومؤسساتها، وفي هذا السياق قد نوجه الانتقادات لأعضاء أو قيادات في المنظمة و لا يوجد من هو فوق القانون والمحاسبة ولكن لا يجوز تحويل الانتقادات إلى سموم
واضعاف المنظمة ولا يعني عدم وجود بعض بعض فصائل المقاومة يصبح التشكيك في تمثيلها وتصبح لا تمثل الشعب الفلسطيني، المطلوب بأن تنطوي فصائل المقاومة الإسلامية وغيرها ضمن منظومة منظمة التحرير الفلسطينية من خلال دخول المنظمة وفقا للقرارات منظمة التحرير والنظام الداخلي، وسياسة منظمة التحرير وقراراتها تكون وفقا لتوافق الوطني خلال إنعقاد المجلس الوطني الفلسطيني ولن تكون المنظمة ومؤسساتها ملكية فردية لفصيل أو فرد بل هي وفقا للقرارات الإجماع الوطني وفي هذا السياق فإن عقد مجلس وطني فلسطيني جديد ضرورة وطنية على أن يسبق ذلك عقد لقاء وطني فلسطيني يضم مختلف الفصائل الفلسطينية والشخصيات الوطنية المستقلة وأن لا يختصر الشخصيات المستقلة عينات محدودة، بل يكون على قدم المساوة مع الفصائل الفلسطينية، يجب أن يحظوا المستقلين بدورهم في مختلف دوائر ومؤسسات المنظمة ويجب الفصل بين السلطة الفلسطينية ومؤسساتها بحيث لا تتجاوز السلطة على دور منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها
ويجب أن يدرك الجميع بأن إنشاء السلطة الفلسطينية كان بقرار من المجلس المركزي الفلسطيني ولذلك فإن المطلوب ليس الإحتفال بذكرى تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية بل علينا العمل في تفعيل دور المنظمة ومؤسساتها التنفيذية وتشرعية ودورها الرقابي من خلال لجان المجلس الوطني الفلسطيني
وعلينا بأن ندرك أهمية الحوار الوطني الفلسطيني الشامل على قاعده الشراكة الوطنية الفلسطينية، خاصة مع تصاعد إعتراف العديد من الدول الأوروبية بدولة فلسطين مما يعني ترجمه الوحدة الوطنية الفلسطينية ومغادرة الانقسام والخلافات داخل الساحة الفلسطينية.