السياسي – دعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين من أسماهم بـ “حكماء العالم” إلى العمل بجدية من أجل وقف نزيف الدم الفلسطيني النازف منذ عشرة أشهر، والضغط بكل الوسائل من أجل وقف الحرب وإنصاف الشعب الفلسطيني.
جاء ذلك في تصريحات للأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الدكتور علي محمد الصلابي، أكد فيها أن الشعب الفلسطيني يواجه فعلا حرب إبادة حقيقية على مرأى ومسمع من العالم كله.
وقال الصلابي: “الشعب الفلسطيني يعيش تحت الاحتلال منذ ثمانية عقود تقريبا وفق كل القوانين الدولية، ودولة الاحتلال تمارس عليه كل أشكال القهر وتستخدم ضده أعتى أنواع الأسلحة وأكثرها فتكا، وللأسف الشديد يتم ذلك بدعم غربي غير مسبوق”.
وأضاف: “الأديان كلها ترفض قتل النفس البشرية وتحرمه وتجرم من يرتكبه وتنبذه، وكذلك سارت على هذا النهج كل المواثيق الدولية، وقد حان الوقت لحكماء العالم أن يتحركوا بجدية ويوقفوا هذه الحرب الوحشية التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، وأن يضعوا حد لنزيف الدم الذي أودى بعشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمشردين، ودمر قطاع غزة على نحو شبه كامل”.
وأكد الصلابي أن “الاحتلال الإسرائيلي والغرب معه أيضا يدركون أن القوة ما كانت تاريخيا ولا واقعيا هي الوسيلة لقهر الشعوب واحتلال أراضيها.. ولقد احتل الغرب دولنا العربية والإسلامية ودولا أخرى حول العالم لعقود طويلة لكنه اضطر للخروج منها لأن الاحتلال مناقض للفطرة الإنسانية قبل القوانين الدولية التي جرمته وصنفته عدوانا وضمنت للشعوب المحتلة أن تقاوم الاحتلال بكل السبل”.
وحذر الصلابي من أن الصمت على جرائم الإبادة التي يقترفها المحتل الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني ستكون لها تداعيات سلبية ليس فقط على استقرار دول المنطقة وإنما أيضا على السلم والتعايش الدوليين، وأشار إلى مخاطر ارتفاع منسوب خطاب الكراهية الذي بدأ اليمين المتطرف في عدد من الدول الغربية في إشاعته وتحويله إلى أعمال عنف غير مقبولة بحق عدد من الأقليات المسلمة في الغرب.
وقال: “كل الأديان جاءت لمصلحة الإنسان ولهدايته للحق وخلافة الله في الأرض، وكل الأديان كرمت الإنسان وأعطته المكانة العليا في الحياة، ومنحته خلافة الله في الأرض، لجهة التعمير والبناء الذي يؤسس للسلم والاستقرار والرفاه وليس للحرب والقتل والدمار”.
وتابع: “إن الشرق الأوسط لا يحتاج إلى بوارج عسكرية وأسلحة جديدة تأتيه من الدول المتقدمة، وإنما هو في حاجة ماسة إلى جهود الحكماء والعقلاء الذين يؤمنون بالتسامح والتعايش على قاعدة العدل والمساواة ومنع الظلم”.
وأكد الصلابي استعداد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بكل مؤسساته للإسهام في التأسيس لمواثيق دولية توفقية تنهي الحروب وتؤسس للتعاون في المشترك الإنساني الذي يحقق الأمن والاستقرار، وفق تعبيره.
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، الاثنين، عن ارتفاع حصيلة الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع إلى 39 ألفا و623 قتيلا، و91 ألفا و469 مصابا منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وأعلنت الوزارة في تقريرها الإحصائي اليومي عن “ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 39623 شهيدا و91469 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي”.
وأضافت أن الجيش الإسرائيلي ارتكب خلال الـ24 ساعة الماضية “3 مجازر ضد عائلات في قطاع غزة، وصل منها للمستشفيات 40 شهيدا و71 إصابة”.
وأشارت الوزارة إلى وجود عدد من الضحايا “تحت الركام وفي الطرقات حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم”، بسبب الاستهدافات الإسرائيلية.
ووصل عدد المفقودين، منذ بداية الحرب التي تشنها إسرائيل بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر الماضي، لأكثر من 10 آلاف شخص بحسب آخر إحصائية للمكتب الإعلامي الحكومي.
وتتواصل الحرب وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال، في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.