السياسي -وكالات
بدأت صيحة جديدة تحظى بانتشار واسع على تيك توك بين فئة من المهووسين في عالم التجميل ويطلقون على أنفسهم “الطاحنين” لأنهم يشترون الرمال القذرة والطين والطباشير ويطحنوها بشكل ناعم لتصبح “صالحة للأكل” من أجل الحصول على بشرة مخملية حسب مزاعمهم.
ويتباهى “الطاحنون” عبر حساباتهم على تيك توك بنشر مقاطع فيديو خلال تناولهم الطين والطباشير، ويدعون متابعيهم أيضاً إلى تجربة هذه الصيحة الغريبة من خلال التحدث عن فوائدها “المفترضة”، وتمكن بعضهم بفضل هذه الفيديوهات من تحقيق ملايين المشاهدات.
ذكرت صحيفة ديلي ميل البريطانية أن بعض منصات البيع الإلكترونية مثل “إي باي” و”أمازون” انتهزت ارتفاع عدد المنضمين إلى هذه الصيحة الغريبة لزيادة أرباحها، مقدمة منتجات مكونة من الصخور والمخلفات الجيولوجية الأخرى “القابلة للاستهلاك البشري” بأسعار زهيدة.
وتروّج منصات البيع لمنتجاتها على أنها “ذات مذاق ترابي لطيف للغاية، مع قرمشة متوسطة الصلابة”، ومنها ما يُسمى بـ “الطين الأزرق”، الذي يُدّعى بأنّه يتميّز برائحة الأعشاب البرية يليها طعم لاذع طفيف.
إعلانات تشجّع هذه الصيحة
رصدت الصحيفة البريطانية بعض الإعلانات الإلكترونية التي تروّج لهذه المنتجات الغريبة وتزعم أنها تشكل علاجاً لمشاكل الجهاز الهضمي وتساعد على امتصاص السموم من الجسم.
كذلك تزعم إعلانات إلكترونية أخرى أن تناولها يساعد في علاج حب الشباب والتغلب على آلام الجوع. ويقول إعلان آخر أنه يمكن أن يكون بمثابة “محسن للمزاج”.
أصول هذه الصيحة
مع كثرة هذه الإعلانات، ذكرت مصادر علمية أن هذه الظاهرة تُسمى “جيوفاجي.. مدمنون التراب”، وكانت رائجة لمئات من السنين لدى بعض القبائل النائية في أنحاء العالم.
بمرور السنوات، راحت بعض القبائل تعتبرها نوعاً من العلاج، أي وسيلة لزيادة المعادن الناقصة لدى مرضى فقر الدم كمعدن “الزنك”، كما استخدموها كعلاج لمشاكل الجهاز الهضمي والقدرة على امتصاص السموم من الجسم.
الأطباء يحذرون
كانت “هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية” قد وصفت في الماضي نوعاً معيّناً من الطين الأبيض يسمى الكاولين، بأنه يساعد على امتصاص السموم وإخراجها من الجسم.
لكن خبير التغذية وعلوم الأغذية البريطاني البروفيسور غونتر كونلي حذّر من أن تناول الطين تزيد من التعرض للسموم، لأن التراب لا يخلو من الملوثات.
وشدّد على أن الأوساخ والطين والطباشير ليست غذاءً معتمداً من قِبل منظمة الصحة والسلامة، حيث إن هذه المواد لا تخضع لأي فحوصات. وأضاف قائلاً: “يجب تجنب تناولها، فهي تضر الجهاز الهضمي ولا تقدم أي فائدة”.