تفجيرات البيجر أفقدت الكثيرين بصرهم إلى الأبد

السياسي – بعد أسبوع من تفجيرات أجهزة النداء والاتصال اللاسلكية من طراز “بيجر” و”أيكوم” بلبنان، والتي تتجه أصابع الاتهام إلى الاحتلال الإسرائيلي بالوقوف خلفها، يبدو أن الكثيرين من المصابين سيفقدون بصرهم وإلى الأبد.

ويقول طبيب العيون إلياس جرادة، الذي عمل على مدار الساعة، منذ منتصف الأسبوع الماضي، لمتابعة علاج مصابين أصيبوا بأعينهم جراء التفجيرات، إن الكثيرين منهم فقدوا حاسة البصر إلى الأبد.

ولم يستطع جرادة إحصاء عدد عمليات العيون التي أجراها في عدة مستشفيات، إذ كان ينتهز الفرصة بين الفينة والأخرى للنوم ساعتين قبل أن يشرع في العملية الجراحية التالية، واستطاع إنقاذ عيون بعض المصابين.

وقال جرادة، في تصريحات لوسائل الإعلام: “ما حدث كان مأساويًا للغاية، عندما ترى هذا العدد الهائل من الأشخاص المصابين بجروح في العين يصلون في نفس الوقت إلى المستشفى، ومعظمهم من الشباب والأطفال والشابات”.

وأوضح جرادة إن معظم المصابين الذين تم إرسالهم إلى مستشفاه المتخصص في طب العيون، كانوا من الشباب الذين أصيبوا بأضرار جسيمة في إحدى العينين أو كلتيهما، وأنه وجد شظايا بلاستيكية ومعدنية داخل بعض العيون.

ورغم أن الانفجارات كانت مصممة لاستهداف مقاتلي حزب الله، إلا أن العديد من الضحايا كانوا من المدنيين.

وعانى العديد من المصابين في التفجيرات من إصابات في أيديهم ووجوههم وأعينهم، لأن الأجهزة تلقت رسائل قبل انفجارها مباشرة، لذا فقد كانوا ينظرون إليها أثناء انفجارها.

ويؤكد أطباء عيون لبنانيون سبق أن تعاملوا مع إصابات الحروب، أنهم لم يشهدوا حالات مماثلة من ذي قبل.

وقبل أربع سنوات، هز انفجار قوي مرفأ بيروت، ما أسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص وإصابة ما يزيد على ستة آلاف آخرين، وقد أدى الانفجار، الناجم عن احتراق مئات الأطنان من نترات الأمونيوم التي تم تخزينها بشكل غير آمن في مستودع بالمرفأ، إلى تحطيم النوافذ والأبواب لأميال حولها، إضافة إلى تدفق شلالات من شظايا الزجاج إلى الشوارع، ما أدى إلى إصابات مروعة.

ولفت جرادة الذي قام بمعالجة أشخاص أصيبوا في انفجار مرفأ بيروت قبل أربع سنوات، إلى أن تجربته مع الجرحى نتيجة تفجيرات الأسبوع الماضي كانت أكثر كثافة بسبب العدد الهائل من الأشخاص الذين يعانون إصابات في العيون.

وواجهت المستشفيات والكوادر الطبية بلبنان موجة طوارئ غير مسبوقة من المصابين بعد أن انفجرت آلاف أجهزة النداء والاتصال اللاسلكية، يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، ما أسفر عن قرابة 39 شهيدًا وشهيدة، وإصابة أكثر من ثلاثة آلاف آخرين بجروح.

شاهد أيضاً