السياسي – واصل الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، ملاحقة الصحفيين شمال قطاع غزة، في ظل مواصلتهم الكشف عن جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها.
وأطلق جيش الاحتلال تهديدات جديدة، بحق الصحفيين في قطاع غزة، استهدفت هذه المرة، 6 صحفيين بزعم أنهم ينتمون لحركتي حماس والجهاد الإسلامي.
ونشر الناطق باسم جيش الاحتلال، منشورا فيه صور 6 من الصحفيين، وزعم أنه عثر على وثائق تثبت أنهم تلقوا تدريبات عسكرية وينتمون للحركتين.
وتضمنت الأسماء كلا من الصحفيين “أنس الشريف، وعلاء سلامة، وحسام شبات، وأشرف السراج، وإسماعيل أبو عمر، وطلال العروقي”، والكثير منهم سبق أن تعرضوا لاستهدافات واعتداءات إسرائيلية بالفعل خلال الأشهر الأخيرة.
وهي استهدافات قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة في بيان سابق، إنها “تهدف إلى ترهيب وتخويف الصحفيين في محاولة فاشلة لطمس الحقيقة ومنعهم من التغطية الإعلامية لجرائم الإبادة الإسرائيلية بالقطاع”.
وقام الناطق باسم الاحتلال بعملية استعراض مصور لما يزعم أنها وثائق وكشوفات أسماء وتفاصيل، عن الصحفيين وقال إن “معظم الصحفيين الذين يكشف عنهم الجيش هم رأس الحربة في نشر رسائل الدعاية الحمساوية في إطار عملهم بقناة الجزيرة، مع التركيز على منطقة شمال قطاع غزة”.
ويشكل هؤلاء الصحفيون أزمة لجيش الاحتلال، حيث يفضحون بالصوت والصورة جرائم الإبادة التي ينفذها في غزة، والتي تصاعدت شمال القطاع خلال الـ19 يوما الأخيرة، رغم أنه حاول بكل الطرق التغطية عليها، ومنها قطع الإنترنت والاتصالات.
#عاجل جيش الدفاع يشكف النقاب عن وثائق تابعة لحماس والجهاد الإسلامي والتي تؤكد أن ستة صحفيين يعملون في قناة #الجزيرة هم نشطاء في حماس والجهاد الإسلامي الارهابيتيْن
⭕️يكشف جيش الدفاع معلومات استخباراتية والعديد من الوثائق التي تم العثور عليها في قطاع غزة، والتي تؤكد الانتماء… pic.twitter.com/KXCzSQs9Bm
— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) October 23, 2024
فقد هاجم مسؤولون إسرائيليون “الجزيرة” مرارا بعد أن أفردت مساحة واسعة لتغطية حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية المتواصلة على غزة منذ أكثر من عام، وبثت مقاطع فيديو تظهر استهداف مسيرات إسرائيلية مدنيين فلسطينيين وطالبي مساعدات الإسقاطات الجوية.
أنس الشريف، إنكشفت حقيقتك وغيرك ممن يسمون في غزة بشباب تامر المسحال.
وثائق حماس التي تم العثور عليها في غزة والتي نكشف عنها اليوم لا تترك مجالاً للشك – أنس الشريف ناشط في الجناح العسكري لحماس.
قد تحاول تقديم نفسك كصحفي يتألم لأوجاع أهل غزة، لكن الآن الجميع يعلم أنك حمساوي… pic.twitter.com/UT3BJHzp1x
— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) October 23, 2024
لذلك أصبح الصحفيون في الأراضي الفلسطينية، هدفا لنيران الاحتلال وآلته العسكرية، مع توجيه القيادات السياسية الإسرائيلية لاستهدافهم.
وشمل ذلك خلال حرب الإبادة الحالية على غزة استشهاد وإصابة عدد من هؤلاء الصحفيين.
وقالت الجزيرة “هذه الاتهامات الملفقة ليست إلا محاولة جديدة لإسكات صوت الصحفيين القلائل الباقين في القطاع، ولإخفاء حقيقة ما يُرتكب فيه من فظائع”.
شبكة الجزيرة تدين الاتهامات الإسرائيلية لصحافييها بغزة وتحذّر من أن تكون مبررا لاستهدافهم pic.twitter.com/ZmPDA3Vr4l
— قناة الجزيرة (@AJArabic) October 23, 2024
ولطالما اتهمت إسرائيل قناة الجزيرة بأنها بوق لحركة حماس، وفي العام الماضي أمرت السلطات الإسرائيلية بإغلاق عمليات الشبكة لأسباب أمنية، وداهمت مكاتبها وصادرت معداتها.
واتهمت الجزيرة القوات الإسرائيلية بقتل عدد من صحافييها عمدا خلال حرب غزة، ومن بينهم سامر أبو دقة وحمزة الدحدوح.
وفي نيسان/أبريل 2024 صادق الكنيست الإسرائيلي على قانون يسمح لرئيس الوزراء ووزير الاتصالات بحظر وسائل إعلام أجنبية “تضر بأمن إسرائيل”.
شبكة الجزيرة تدين الاتهامات الإسرائيلية لصحافييها بغزة وتحذّر من أن تكون مبررا لاستهدافهم pic.twitter.com/jl0x62tVGl
— قناة الجزيرة (@AJArabic) October 23, 2024
وسمي القانون في وسائل الإعلام بـ”قانون الجزيرة”؛ لأنه صمم بالأساس لمنع بث القناة، ولكنه يشمل جميع وسائل الإعلام الأجنبية.
ومستخدما هذا القانون، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في 5 أيار/مايو 2024، أن حكومته قررت بالإجماع إغلاق مكاتب “الجزيرة” في القدس المحتلة لمدة 45 يوما مع إمكانية التمديد.