الكشف عن”خفايا” القرار الإسرائيلي بتوسيع العمليات البرية في لبنان

كشف الخبير العسكري والإستراتيجي السوري كمال الجفا أن قرار القيادة العسكرية الإسرائيلية “المفاجئ” بتوسيع العمليات البرية في جنوب لبنان، رغم الإشارات المتتالية عن اتفاق وشيك على وقف لإطلاق النار، مرده الأثمان الباهظة التي دفعها الجيش الإسرائيلي، بالأيام الأخيرة في معارك جنوب لبنان.

وقال الجفا: إن جبهة لبنان شهدت يوم أمس الأحد فقط سقوط 102 جندي إسرائيلي بين قتيل وجريح، واصفًا هذه الخسائر بأنها تكشف عن تحول عسكري خطير في الجبهة، كونه ليس ناتجًا عن عملية أمنية، بل نتيجة عمليات عسكرية على عدة جبهات.

وأشار الخبير العسكري السوري إلى أن هذه الخسائر الكبيرة دفعت القيادة العسكرية الإسرائيلية لتبني قرار التوسع في الحرب البرية، بعد أن أظهرت أن حزب الله استعاد زمام المبادرة حتى الأمتار الأخيرة على الحدود، بعد أكثر من 40 يومًا على التوغل الإسرائيلي البري، كما يقول.

ولفت الخبير العسكري إلى “تقرير سري أمريكي” صدر أخيرًا، يفيد بأن قوات حزب الله عادت الى الحدود (الخط الأزرق )، وتقوم بإطلاق صواريخ الكاتيوشا انطلاقًا من هناك، وهذا مؤشر على إعادة نقل القوة الصاروخية للحزب إلى الحدود من جديد.

وفقًا للخبير العسكري، فإن الجيش الإسرائيلي يخطط لربط بلدات الخيام والعديسة وكفر كلا بمارون الراس وعيتا الشعب في سياق مساعيه لإبعاد مقاتلي حزب الله عن الحدود.

ويقول إن الجيش الإسرائيلي يخشى بشكل أساسي من قوة الرضوان، وهي قوات النخبة بحزب الله، خوفًا من اقتحامها بلدات الجليل، وذلك في هجوم مماثل لـ”طوفان الأقصى” الذي نفذه مقاتلو “حماس” في أكتوبر 2023.

وتريد القوات الإسرائيلية المتوغلة في جنوب لبنان، حسب الخبير العسكري، التأكد من تدمير البنى التحتية لحزب الله، والتي يمكن أن تساعد قوة الرضوان على تنفيذ خططها لاقتحام بلدات الجليل.

ووفق الخبير العسكري، فإن المعارك دارت حتى الآن بقواطع ضيقة، ولم يزج الجيش الإسرائيلي بكامل عديد الفرق العسكرية الخمس؛ لأن حجم العمليات والمساحة التي دارت فيها “لا تسمح باستخدام هذه القوة”.

وتشارك 5 فرق عسكرية إسرائيلية في التوغل البري في لبنان هي: (210 و98 و91 و36 و146)، وتضم الفرقة أكثر من لواء عسكري، وتضم وفق المعايير العسكرية أكثر من 10 آلاف جندي، ولكن معظم القوات الإسرائيلية ما زالت جنوب الخط الأزرق، بحسب ما يقول الجفا.

يُعرب الخبير العسكري عن قناعته بأن أي اندفاع إسرائيلي جديد يتطلب الدخول في مسارات محددة وصفها بأنها “أفخاخ لقتل الجنود الإسرائيليين أكثر منها مناطق مناورة برية”، مشيرًا إلى أن “أي توسيع للعملية البرية يتطلب، السيطرة على خط القرى الحدودية (من رأس الناقورة حتى الخيام) لكي تكون قاعدة انطلاق؛ ما يعني زيادة زخم المعركة ضمن المرحلة الحالية ريثما يتم تحقيق موطئ قدم لتطوير العمليات”.

وقال الجفا إن الأرض في جنوب لبنان تفرض كلمتها، خاصة على المهاجم، فيما يكفي أن يتمسك المدافع بمواقعه القتالية، خلافًا لقطاع غزة حيث الأرض المفتوحة تمكّن الدبابات من حرية الحركة بكل الاتجاهات.

وخلص إلى أن “طبيعة الأرض وطبيعة الخطة المقابلة والمسارات التي تحدد حركة الآليات في معظم الحالات تحدد شكل المناورة البرية”.

وصادق رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، على توسيع العمليات البرية في جنوب لبنان، وفق ما أفادت به هيئة البث الإسرائيلية مساء الأحد، وجاء ذلك عقب موافقته على خطط جديدة للقيادة الشمالية تهدف إلى توسيع المناورة العسكرية الإسرائيلية نحو مناطق جديدة، حيث يتركز نشاط حزب الله.

وتشمل العملية الجديدة نشر آلاف الجنود من القوات النظامية والاحتياط، وسط توقعات بأن تؤدي التوسعة إلى مواجهات أكثر كثافة مع مقاتلي حزب الله في المناطق المستهدفة.

وذكرت قناة “كان 11” العبرية أن مصادر أمنية إسرائيلية رفيعة المستوى أشارت إلى أن توسيع العمليات يستهدف تعميق “الإنجازات التي حققتها القوات الإسرائيلية حتى الآن في لبنان” والوصول إلى مواقع إضافية يُعتقد أن حزب الله ما زال ينشط فيها.

“إرم نيوز”

شاهد أيضاً