ما تهدمه السياسة.. تبنيه الرياضة

إقبال الأحمد

سمعتها جملة، أيقنت أن السياسة وللأسف تفرق والرياضة والفن يجمعان.

قالها أحد الزائرين للكويت لحضور بطولة خليجي 26 منادياً أهل بلاده.. أن يحضروا للكويت ليروا الكويتيين على حقيقتهم، عكس ما يرونه ويسمعونه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، عندما تُثار المشاكل، وتثور الأقلام.. فتصب جام غضبها، فتثور الفرقة وتحجب بعض مشاعر الحب واللمة.

‏من الجميل أن تستمع الى أطفال من الكويت يتحدثون وبطلاقة جميلة أثارت إعجاب الجميع، وهم يعتبرون أن فوز أي منتخب مقابل الكويت، هو فوز للكويت، وأن الخليج واحد وأن الحب الممتد في الكويت يجمع تحته كل دول الخليج.

في السنوات السابقة كانت هناك حالات كثيرة من الغضب والحدة في التعبير عن عدم الرضا عن نتائج بعض المباريات بعد صفارة الحكم إعلاناً بفوز هذا المنتخب على الآخر، إلا أن «خليجي 26» في الكويت كان مختلفاً.

‏هؤلاء الأطفال بالتأكيد لا يقولون شيئاً إلا بعد ان يكونوا قد سمعوه من أهاليهم.

‏وهذا بحد ذاته دليل على أننا جميعاً.. بغض النظر عن الجنس أو العمر، قد التقينا بالفعل في مشاعرنا، وشعرنا بالحاجة إلى وحدتنا كمنظمة سياسية، ووحدة مشاعرنا وفرحنا.

‏جميل جداً ورائع أن تغادر الفرق كلها والجماهير المشجعة.. كل إلى بلده، والكل يحمل ذكريات جميلة عن الكويت وخليجي ٢٦ الذي كان متميزاً برقي المشاعر وجميل الكلمات وروعة التمنيات.

هذه الروح الخليجية التي انتشرت في كل ملاعب المباريات وأماكن الترفيه والمقاهي والحدائق، وحتى الشوارع والمناطق، أثارت عبقاً جميلاً ينثر رائحة الحب ورائحة الاحترام بين شعوب دول مجلس التعاون اضافة للعراق واليمن.

سوق المباركية الذي يحكي تراث الكويت، كان مكاناً لإعلان مشاعر البهجة والفرح، حيث الأعلام تمازجت بألوانها تتمايل يميناً وشمالاً مع مشاعر الحب والبهجة التي عبر عنها كل ضيوفنا مشجعي كل المنتخبات.

أجمل عبارة قالها طفل كويتي.. إنه يتمنى أن يقسم الكأس الى أجزاء.. ويوزعها على كل الدول المشاركة.

نعم هذه هي الكويت التي نأت بنفسها عن كل المنغصات بسبب السياسة، والتي اثارتها بعض الخلافات والترسبات، حين وقفت الكويت بالحياد.. بعد ان بذلت جهودا مضنية للوساطات ومحاولات تجاوز بعض الخلافات.

تبقى الكويت ارض السلام والارض التي يلتقي عليها الحل والتسامح وجمال الكلام والافعال.

الى كل من أسهم ولو حتى بكلمة جميلة او دعوة كريمة في نجاح البطولة وإضفاء هذا الجو الرائع الذي اثار دفئا كنا بأمس الحاجة له وسط موجة البرد، نقول شكراً لكم بحجم السماء.

‏الانتعاش الاقتصادي والاجتماعي، والأهم من ذلك الانتعاش النفسي الذي شعرنا به كلنا، نتمنى أن ترصده الجهات الحكومية المسؤولة، حتى يعرف الجميع أن فتح الكويت وانفتاحها أمر ليس ترفيهياً أو خروجاً عن التقاليد فحسب، بل هو مطلب اقتصادي واجتماعي ونفسي أيضاً.

شكراً بحجم السماء لكل من رحب وكل من دفع فاتورة وكل من ساعد ‏وأسعد أهلنا في الخليج خلال تلك الأيام القليلة، فأزال قشرة خفيفة كانت تحجب لمعة دانة الخليج الحقيقية التي بهرت الجميع وأبهرت.

نقلا عن القبس

تابعنا عبر:

شاهد أيضاً