الرئيس ترامب بغروره في عهده الثاني سيؤدي بأمريكا إلى ألإنهيار الذي بدأ مظاهره في عهده الأول لدى حلفاءه من الدول الأوربية التي بدأت التفكير بإنشاء مظلة أمنية أوربية مستقلة عن المظلة الأمريكية.
وها هو الآن مع بدايه عهده الثاني بالبيت الأبيض بسياسته الهمجية والسادية يدفع بتقويض القيم الأمريكية من تبني العدالة والديمقراطية والمساواة وحقوق الإنسان التي ساهمت بتعزيز النفوذ الأمريكي على الساحة العالمية وبالتالي مزيدا من إنحسار نفوذها مهما بلغت قوتها العسكرية وما العزلة السياسية للولايات المتحدة الأمريكية التي نشهدها بإجتماعات الجمعية العامة ومجلس الأمن ودعوتها بإصرار ونية مبينة لتهجير قسري للشعب الفلسطيني من قطاع غزة مقدمة لإستكمال مؤامرة التهجير من الضفة الغربية في ظل معارضة عالمية ومنها الدول الأوربية إلا مؤشر لهذا التداعي .
ماذا يعني مفهومي التهجير والتطهير العرقي :
القانون الدولي يحمل معنى واحد لمصطلح التهجير وهو التهجير القسري حيث لا يوجد مكان لتهجير ناعم أو طوعي فجميع الإجراءات والوسائل التي تؤدي لتهجير جماعي كلي او جزئي المنصوص عليها بالإتفاقية الدولية لمنع جرائم الإبادة الجماعية وبنظام المحكمة الجنائية الدولية تصنف جرائم إبادة وتطهير عرقي وضد الإنسانية .
دعوة ترامب لكل من مصر والأردن إستقبال مليون ونصف من ابناء قطاع غزة وإستخدامه لغة التهديد المبطن َتعد جريمة وإنتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة الذي يدعوا لإحترام وصون وسيادة الدول أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة وتحظر التهديد لامنها وإستقرارها ووحدة أراضيها ومحاولة إرغامها لقبول نتائج إرتكاب جريمته المزدوجة التطهير العرقي وحرب الإبادة مما يقودنا للتعرف لمفهوم كل منهما :
التطهير العرقي :
يعرف مصطلح التطهير العرقي بكلمات بسيطة ” جعل منطقة متجانسة عرقيا بإستعمال القوة او الترهيب لإبعاد أشخاص اومجموعات من طوائف معينة من المنطقة ” فما هو الحال عندما يتم إستهداف مليوني مواطن وإقتلاعهم من وطنهم التاريخي لصالح إحلال مجموعات سكانية مستوردة من اصقاع العالم وإحلالهم بديلا للشعب الأصيل المتجذر في وطنه؟
جريمة الإبادة :
حددت الإتفاقية الدولية لمنع الإبادة الجماعية مفهوم ومعان الإبادة الجماعية باي فعل من الأفعال التالية المركبة على قصد التدمير الكلي او الجزئي لجماعة قومية اواثنية او عنصرية او دينية بصفتها :
* قتل أعضاء من الجماعة.
*او إلحاق أذى جسدي او روحي خطير بأعضاء من الجماعة.
* او إخضاع الجماعة عمدا لظروف معيشية يراد بها تدميرها المادي كليا او جزئيا .
من يعاقب على جرائم الإبادة والتطهير العرقي :
يعاقب على إرتكاب جرائم الإبادة والتطهير العرقي كل من إرتكب :
* إبادة جماعية.
* التآمر على إرتكاب الإبادة الجماعية.
* التحريض المباشر
والعلني على إرتكاب الإبادة الجماعية .
* محاولة إرتكاب الإبادة الجماعية.
* الإشتراك في الإبادة الجماعية .
المطلوب حماية الشعب الفلسطيني من جريمة الإبادة والتطهير العرقي :
حتى لا تسود شريعة الغاب ولإعلاء سمو مبادئ وميثاق الأمم المتحدة والشرعة الدولية وحتى لا تتحول الإتفاقيات والعهود والمواثيق والقرارات الدولية إلى حبر على ورق كما يحاول الرئيس الأمريكي ترامب وأدواته من قادة الكيان الإستعماري الإحلالي الإسرائيلي رمز الإرهاب والتطرف بقيادة مجرم الحرب نتنياهو ولإفشاء الأمن والسلم الإقليمي والدولي بات لزاما على المجتمع الدولي الإضطلاع بمسؤولياته بالإنتصار لمبادئ واهداف الأمم المتحدة بترسيخ الأمن والسلم الدوليين و إنقاذ البشرية من ويلات الحروب والظلم والإضطهاد وذلك عبر :
▪︎ دعوة مجلس حقوق الإنسان لإجتماع طارئ للتنديد ورفض ووقف خطة ترامب بمناداته وتحريضه وإعلانه عن عزمه إرتكاب جرائم الإبادة والتطهير العرقي وضد الإنسانية الرامية لتهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة او اي بقعة من أرض الدولة الفلسطينية المحتلة والمعترف بها دوليا وفق قرار الجمعية العامة رقم ١٩ / ٦٧ / ٢٠١٢ .
▪︎ الدعوة لإجتماع طارئ للجمعية العامة لإستصدار قرار بفرض عقوبات شاملة على الكيان الإسرائيلي والتقدم بمشروع قرار لتجميد عضوية إسرائيل بالامم المتحدة عقابا على جرائمها ورفضها تنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية الداعية لإنهاء إحتلاله الإستعماري الإحلالي للضفة الغربية وقطاع غزة وتمكين اللاجئين الفلسطينيين من إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .
▪︎ توجيه رسائل جماعية من كل من الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ودول الإتحاد الإفريقي وعدم الإنحياز ومن كافة الدول المؤمنة بأهمية الإنتصار لمبادئ وأهداف وميثاق الأمم المتحدة وخاصة الدول الأوربية “التي تتبنى تعزيز حقوق الإنسان والتصدي لمنتهيكها ” والصين وروسيا للولايات المتحدة الأمريكية لوقف إنقلابها على الشرعة والإتفاقيات والعهود والمواثيق الدولية المتمثل بدعم جرائم الإبادة والتطهير العرقي التي تشنها إسرائيل ودعم المخطط الإسرائيلي بتهجير الشعب الفلسطيني خارج وطنه في محاولة لإعادة سيناريو عام ١٩٤٨ تحت طائلة إتخاذ إجراءات سياسية وإقتصادية ودبلوماسية .
▪︎ دعم الموقف الفلسطيني والاردني والمصري برفض التهجير القسري سياسيا وإقتصاديا وقانونيا وحقوقيا لما له من مساس خطير بالأمن القومي وتقويض للأمن والسلم الدوليين .
▪︎ التقدم بطلب عاجل لمدعي عام المحكمة الجنائية الدولية لمطالبة أمريكا وقف مخططها بالتهجير القسري حماية للشعب الفلسطيني من جرائم الحرب والإبادة والتطهير العرقي وجرائم ضد الإنسانية وإعلاءا لمبادئ العدالة الدولية .
العالم الحر أمام مرحلة فاصلة فإما وقف التغول الأمريكي على الأمم المتحدة بمؤسساتها وإما إلى الفوضى وعدم الإستقرار وتجسيد شريعة الغاب …. ؟