السياسي – قالت وسائل إعلام عبرية، إن الاتصال المفاجئ بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استمر لنحو 40 دقيقة.
وبحسب هذه الوسائل، خُصِّص معظم الاتصال لمناقشة الملف الإيراني، في ظل تعثر المحادثات بين طهران وواشنطن بشأن التوصل إلى اتفاق نووي جديد.
وإلى جانب الملف النووي، تناول ترامب ونتنياهو أيضًا قضية الاسرى في غزة، في وقت وصلت فيه المفاوضات إلى طريق مسدود.
وبحسب ما أوردته صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، “عقد نتنياهو مساء الاثنين اجتماعًا لبحث البرنامج النووي الإيراني، بمشاركة وزراء وكبار المسؤولين في المؤسستين العسكرية والأمنية، دون صدور أي بيانات أو تصريحات رسمية عن الاجتماع حتى لحظة إعداد هذا التقرير”.
ورغم أن بعض المراقبين الإسرائيليين وصفوا الاتصال بالمفاجئ، فإن “نتنياهو كان قد طلب في وقت سابق من صباح الاثنين من القضاة الذين ينظرون في قضيته تقليص مدة الجلسة، مبررًا ذلك بأنه ينتظر اتصالًا دوليًا مهمًا، دون أن يفصح عن تفاصيله حينها”.
من جانبها، أعلنت إيران في وقت سابق الاثنين، أنها ستقدّم مقترحًا مضادًا للشروط التي وضعتها الولايات المتحدة بشأن الاتفاق النووي الجديد.
وعقدت واشنطن وطهران 5 جولات من المحادثات منذ أبريل/نيسان، إلا أن المفاوضات تبدو متعثرة حاليًا، بسبب الخلافات حول مدى سماح الاتفاق لإيران بمواصلة تخصيب اليورانيوم.
وفي سياق الاستعدادات الإسرائيلية، أفاد موقع “بحداري حريديم” العبري، بأن “اجتماعات مكثفة عُقدت خلال الأسابيع الأخيرة في تل أبيب حول هذا الملف، بمشاركة كبار المسؤولين الأمنيين والسياسيين”.
كما عُقد اجتماع محدود غير معلن الأحد، فيما ترأس نتنياهو الليلة اجتماعًا أمنيًا خاصًا لبحث السيناريوهات المحتملة في أعقاب تزايد احتمال تعثر المفاوضات.
ولا يزال القلق يتصاعد داخل المؤسسة السياسية الإسرائيلية من احتمال أن تنتهج الولايات المتحدة سياسة مرنة مع طهران، ما قد يتيح لها الإبقاء على بنيتها التحتية النووية لتخصيب اليورانيوم، وهو ما قد يُنظر إليه في تل أبيب على أنه تنازل خطير، بحسب الموقع العبري.
من جانبه، ألمح ترامب إلى أنه في حال عدم تلقي رد إيجابي من طهران، “فستُتخذ خطوات أخرى”.
ويبدو أن ترامب ونتنياهو يسعيان لتنسيق موقف حازم تجاه إيران، في ظل تلميحات إسرائيلية بأن أي تنازلات في ملف التخصيب قد تفضي إلى تصعيد محتمل.
أما في ما يخص تبعات الاتصال مع ترامب، فيُنظر إليه في تل أبيب على أنه لحظة حاسمة في مسار صنع القرار داخل الإدارة الأمريكية، بين خيار التمسك بوقف كامل للتخصيب، وخيار تسوية قد تُبقي لإيران بنية تحتية نووية فاعلة، وفق تقدير مراقبي “بحداري حريديم”.
وقال نتنياهو: “نحن في حرب وجودية. وإذا استسلمنا مبكرًا، فسيجتاحنا، وسائر أنحاء الشرق الأوسط، ما وصفه بـ(التعصب البربري)”، دون أن يحدد بشكل مباشر الجهة المقصودة.