أم تعترف بإرضاع ابنتها حتى عمر الثامنة تثير السوشيال ميديا

السياسي –

أثارت مصممة الأزياء البريطانية كارين ميلين جدلاً واسعاً بعد تصريحاتها المثيرة للجدل التي وصفت فيها الأمهات اللاتي يواصلن الرضاعة الطبيعية بعد ستة أشهر بأنهن “أنانيات”، معتبرة أن الاستمرار في الإرضاع يصبح نوعاً من “الإدمان” لدى الأطفال.

وجاءت هذه التصريحات خلال مشاركتها في برنامج على قناة “فايف” البريطانية، لتواجه على إثرها موجة من الانتقادات دفعتها إلى نشر اعتذار مصوّر، قالت فيه إنها لم تكن تقصد الإساءة وإنها “آسفة لإزعاج الأمهات”.

اللافت أنه من بين الأمهات المتأثرات بهذه التصريحات، كانت إيما هاوز تايلور، وهي خياطة وأم لطفلين من أوكسفوردشير، تبلغ من العمر 50 عاماً.

إيما التي رفضت بشدة اتهام الأمهات بالأنانية، شاركت قصتها حول رضاعة ابنتها “ليليا” حتى سن 8 سنوات، وطفلها “غابرييل” حتى سن 6 سنوات، مؤكدة أن قرارها لم يكن مخططاً له سلفاً، لكنه تطوّر بشكل طبيعي نابع من تجربة أمومة عميقة واحتياج مشترك بينها وبين أطفالها.

وفي سردها لتجربتها التي أثارت تفاعلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، قالت إيما إنها واجهت صعوبات كبيرة في البداية، من بينها مشاكل الألم أثناء الرضاية، لكنها أصرت على الاستمرار.

وأضافت أنها استمدت الدعم من مجموعة الأمهات ومنظمة الرضاعة الطبيعية المحلية، وهو ما ساعدها في التغلب على التحديات النفسية والجسدية في الأسابيع الأولى. كما أوضحت أن الرضاعة ساعدتها في تخطي اكتئاب ما بعد الولادة، وخلقت رابطاً قوياً مع أطفالها.

وأشارت إيما إلى الفوائد الصحية المذهلة للرضاعة الممتدة، موضحة أنها تقلل من خطر الإصابة بسرطان الثدي والمبيض، وتقلل من احتمال الإصابة بأمراض القلب وهشاشة العظام، كما تحمي الطفل من السمنة وأمراض المناعة.

في نفس السياق، انتقدت إيما السخرية الاجتماعية من تجربتها في الرضاعة الممتدة، مؤكدة أنها شعرت بالراحة التامة عندما كانت ترضع طفلها وابنتها معاً بعد ولادة غابرييل، وأنها لم تندم على أي لحظة قضتها في هذه التجربة.

وقالت: “لا شيء أناني في أن تستجيب الأم لاحتياجات طفلها الجسدية والنفسية.. الأهم أن تختار كل أم ما يناسبها هي وأطفالها، دون تدخل أو أحكام مسبقة من أحد”.

ورغم إصرار إيما على أن قرارها نابع من قناعة شخصية وتجربة إنسانية عميقة، فإنها لم تسلم من موجة انتقادات حادة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث رأى كثيرون أن الرضاعة حتى عمر عامين تُعد مقبولة ومنطقية وتتوافق مع توصيات منظمة الصحة العالمية.

وأكدوا أن إطالة فترة الرضاعة لما بعد سن المدرسة أمر غير مبرر، بل وصفه بعضهم بأنه مربك نفسياً للأطفال و”تعلق غير صحي” قد ينعكس سلباً على تطورهم الاجتماعي واستقلالهم، فيما أشار آخرون إلى أن ما تفعله إيما قد يُفسر كإسقاط لاحتياجاتها العاطفية على أطفالها، داعين إلى ضرورة التوازن بين الحنان والتربية المستقلة.