قلق خليجي من واشنطن

كرس العدوان الاسرائيلي على العاصمة القطرية الاسبوع الماضي، شكوك وريبه خليجية من توجهات واشنطن ، وعزز عدم الثقة بتوجهات الرئيس الاميركي دونالد ترامب الداعم الاكبر لجرائم حكومة الاحتلال في فلسطين

ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان دعا إلى “رد عربي وإسلامي ودولي” لردع ما وصفه بـ”الممارسات الإجرامية لإسرائيل”، فيما أكد رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن الهجوم الإسرائيلي “انتهك كل القوانين والأعراف الدولية”، وذلك خلال زيارته المفاجئة إلى الدوحة ولقائه بأمير قطر، في مشهد يعكس تحوّلاً جذرياً عن فترة المقاطعة الخليجية لقطر قبل سنوات قليلة.

رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وصف الضربة بأنها “إرهاب دولة” واتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ”الهمجية”، محذراً من انهيار جهود الوساطة التي تقودها الدوحة في ملف غزة، إذ وقع الاستهداف بينما كان قادة حماس يبحثون مقترحا أميركيا لوقف إطلاق النار.

من جهته سارع الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى التخفيف من حدة التوتر، مؤكداً أن الهجوم “لا يخدم لا أهداف إسرائيل ولا أهداف أميركا”، ومتعهدا لقطر بعدم تكراره. إلا أن دعمه الثابت لحكومة نتنياهو، التي تتهم بتجاوز الأعراف الدولية في حرب غزة المستمرة منذ هجوم 7 أكتوبر 2023، يبقى موضع قلق خليجي. مسؤول أميركي قال إن ترامب “غير مرتاح للوضع”، مضيفا أن “القصف التفردي داخل قطر يتعارض مع أهداف كل من إسرائيل وأميركا”.

في المقابل، هدد نتنياهو بمواصلة الضربات إذا واصلت الدوحة استضافة قادة حماس، قائلا: “إما أن تطردوهم أو تقدّموهم للعدالة، وإذا لم تفعلوا، فسوف نفعل نحن”. وزارة الخارجية الإماراتية ردت بشدة واعتبرت أن أي عدوان على أحد أعضاء مجلس التعاون الخليجي “اعتداء على منظومة الأمن الجماعي الخليجي”.

وكانت إسرائيل قد جمدت خطط الضم قبل خمس سنوات كجزء من تفاهمات مع أبوظبي، إلا أن شركاء نتنياهو في اليمين المتطرف يضغطون حاليا لاستئنافها مع توسع كبير في بناء المستوطنات.

على صعيد مواز، يبدو أن آمال ترامب ونتنياهو في إبرام اتفاق تطبيع  مع السعودية باتت أبعد منها في أي وقت مضى. فالمملكة تشترط لإقامة علاقات مع إسرائيل فتح الطريق أمام دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، وهو ما ترفضه حكومة نتنياهو بشكل قاطع.

ولي العهد السعودي تمسك بموقفه وذهب إلى حد اتهام إسرائيل العام الماضي بارتكاب “إبادة جماعية”، كما اتجه لتوثيق علاقاته مع إيران، الخصم الإقليمي لإسرائيل، في خطوة تعكس إعادة رسم موازين القوى في المنطقة.