ناشط سويسري بأسطول الصمود: حكومتنا تطالبنا بدفع فواتير إعادتنا من إسرائيل

السياسي – قال ناشط سويسري شارك في “أسطول الصمود العالمي لكسر الحصار عن قطاع غزة” إن حكومة بلاده تطالبه هو ومواطنيه الذين شاركوا في الأسطول بدفع قيمة فواتير ما وصفته بـ”الخدمات القنصلية” المقدمة لهم خلال فترة احتجازهم في إسرائيل.

وأضاف الناشط السويسري صموئيل كريتينان أنهم لن يدفعوا هذه الفواتير، لأن تلك الخدمات ينبغي أن تكون مجانية بموجب “اتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية”، مشيرًا إلى أنهم يستعدون لاتخاذ إجراءات قانونية لمواجهة القرار، دون ذكر عددهم.

ومطلع أكتوبر/تشرين الأول الجاري، هاجمت إسرائيل جميع سفن “أسطول الصمود العالمي” أثناء إبحارها نحو قطاع غزة لمحاولة كسر الحصار الذي تفرضه تل أبيب، واعتقلت الناشطين المشاركين وأودعتهم أحد السجون، ثم رحّلتهم تباعًا إلى بلدانهم، وسط أحاديث عن تعرضهم لتعذيب وسوء معاملة.

خطوة مخالِفة للقانون الدولي

أوضح كريتينان أن المشاركين في “أسطول الصمود” فوجئوا بوصول فواتير رسمية من الحكومة تطالبهم بتسديد تكاليف الاتصالات القنصلية، وزيارات السجن، وترتيبات السفر التي قُدّمت لهم إلى حين عودتهم إلى بلادهم.

وأشار إلى أنه تَلَقّى فاتورة تتجاوز 800 فرنك سويسري (نحو 1000 دولار)، تشمل حتى المبالغ التي صرفتها السلطات السويسرية لهم لشراء ملابس بعد الإفراج عنهم.

ووصف خطوة حكومته بأنها “غير مقبولة” و”مخالِفة للقانون الدولي”، ولا سيما اتفاقية فيينا التي تنص على حماية الدولة لمواطنيها دون مقابل.

وأضاف: “لم يكن المسؤولون السويسريون مستعدين أصلًا لهذه المهمة، بدا وجودهم هناك وكأنه لتقديم الاعتذار لإسرائيل، وكأنهم يقولون لها: آسفون، لدينا مواطنون متجهون إلى فلسطين”.

وتابع: “لقد اختُطفنا في المياه الدولية، ولم نكن داخل إسرائيل، لكن برز حرص السلطات السويسرية على إظهار نفسها شريكًا متعاونًا مع تل أبيب”.

سنواجه القرار قانونيًا

وأشار كريتينان إلى أن جميع الأعضاء السويسريين في الأسطول تلقّوا فواتير متفاوتة القيمة، وأنهم مجمعون على رفض دفعها.

وقال: “بالطبع لن نسدد هذه الفواتير، وسنناضل قانونيًا لإسقاطها. نحن فعلنا ما يجب على حكومتنا فعله؛ لقد تحركنا لمساعدة مدنيين يتعرضون لإبادة جماعية موثقة من جانب الأمم المتحدة. إن مطالبتنا بالدفع أمر مخجل من وزارة الخارجية”.

واتهم كريتينان وزير الخارجية السويسري إينياتسيو كاسيس باتباع نهج “مناصر لإسرائيل” منذ دخوله الحياة السياسية، معتبرًا أن استمرار هذا المسار “يجعل سويسرا شريكة في الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة”.