صحيفة: الضفة وإيران التحدي الأمني الأكبر لإسرائيل

تحديات أمنية عديدة تقع في طريق رئيس الأركان الجديد بالجيش الإسرائيلي “هرتسي هاليفي”، والتي من بينها التعامل مع الأوضاع في الضفة الغربية، ولكن سيبقى التحدي الحقيقي والأكبر أمامه هي إيران بأذرعها الأخطبوطية في المنطقة وبرنامجها النووي.

صحيفة “معاريف” العبرية عبر موقعها الإلكتروني، ذكرت مساء يوم الجمعة: أن الاهتمام الإعلامي الذي رافق هاليفي أثناء دخول مكتبه الجديد، كان ناجماً من التوترات بين المستويين السياسي والعسكري، وذلك على خلفية اتفاقيات التحالف التي تسعى إلى تغيير جذري في مسؤولية الجيش على الإدارة المدنية، وإعادة توزيع الصلاحيات بين الوزراء. ومع الضجة الكبيرة في هذا الشأن، انزلقت إيران إلى الزاوية.

وأضافت الصحيفة العبرية، أنه في ظل وضع أمني مستقر نسبياً مع “حزب الله” في الشمال، وحركة “حماس” في الجنوب، فمن المتوقع أن تكون إيران والضفة الغربية في قلب الأجندة الأمنية الإسرائيلية العام المقبل، وحتى لو لم يشعر الجمهور بذلك بشكل يومي. ففرصة نشوب صراع عسكري مباشر بين إسرائيل وإيران تزداد.

وقالت الصحيفة إن المواجهة مع إيران لن تحدث بين عشية وضحايا، ولكن بعد 10 سنوات من الهجمات المنسوبة إلى إسرائيل في سوريا ومناطق أخرى في منطقة الشرق الأوسط ضد أهداف إيرانية، فإمكانية التصعيد أصبحت أكثر واقعية، وقد يشهد العام المقبل زيادة الضغط العسكري على إيران، مستطردة: “هذا ليس فقط في سياق الملف النووي”.

ورأت “معاريف”، أنه على الرغم من الأحاديث العديدة حول مهاجمة المواقع النووية الإيرانية، إلا أن الاحتمال الأكبر هو تدهور الوضع مع إيران خلال ولاية بنيامين نتانياهو كرئيس للوزراء، وهاليفي كرئيس للأركان قبل حتى اتخاذ قرار الحرب، حيث إن التصعيد في الحملة الجارية بين الجانبين قد يؤدي إلى تبادل ضربات بشكل مباشر.

ومن سيناريوات الاشتباك بين الطرفين، يمكن أن ترد إسرائيل على نجاح طهران في الإضرار بأهداف تابعة لها، سواء من خلال عمل إيراني مباشر من قبل الحرس الثوري (مثل محاولة إرسال طائرات بدون طيار للتسلل إلى الأراضي الإسرائيلية)، أو عن طريق الميليشيات العاملة في المنطقة تحت رعاية الحكومة الإيرانية.

وتابعت: “هناك من يعتقد أن هذا سيناريو وهمي، لكن الجمهور ليس على علم بكل إخفاقات النظام الأمني من محاولات أو نوايا إطلاق صواريخ، وإدخال طائرات بدون طيار وأعمال عدائية أخرى مصممة لضرب الأهداف في إسرائيل أو أهداف إسرائيلية حول العالم في السنوات الأخيرة. قد يتطلب مثل هذا السيناريو الذي قد يوقع خسائر مدنية في إسرائيل، أو يلحق الضرر بهدف عسكري، أو بهدف إسرائيلي في العالم، رد قوي من الجيش الإسرائيلي”.

من وجهة نظر عملياتية، تمتلك إسرائيل قدرات متنوعة لهجوم فعال على إيران، لكن هذا لا يكفي لهجوم محتمل على المنشآت النووية نظراً لوجود ثغرات كبيرة.

وبحسب ما نشرته الصحيفة، فإن الجيش الإسرائيلي يخوض حملة للحد من وجود إيران في الشرق الأوسط، واستهداف كبار أعضاء الحرس الثوري العاملين على الأراضي السورية قد يكون فعالاً في الحاق الضرر بالمشاريع المشتركة بينه وبين حزب الله والمتعلقة بالصواريخ وأنظمة الدفاع المتطورة.

من ناحية أخرى، يدعم جهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد” زيادة استخدام القوة ضد إيران، لكن الظروف هنا مختلفة قليلاً، حيث يدعو الموساد إلى اتخاذ إجراءات وقائية كوسيلة لزيادة الإنذار بعد محاولات إيران المتكررة لإلحاق الأذى بأهداف أو أفراد إسرائيليين في الخارج، كما يطالب باتخاذ إجراءات في عوالم الظل بغرض الإضرار بالمشروع النووي الإيراني.
رسائل إسرائيلية

ورصدت الصحيفة بعض التصريحات لمسؤولين إسرائيليين تحدثوا خلالها عن هجوم، بمن فيهم نتانياهو الذي بعث برسالة مباشرة إلى إيران خلال حفل تعيين هاليفي قائلاً: “لن ننتظر سيفاً حاداً على رقبتنا”، ورئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، الذي صرح بأنه من المتوقع أن يهاجم نتانياهو إيران خلال فترة ولايته الجديدة.

وبالنظر إلى القوة السياسية التي يتمتع بها نتانياهو اليوم، حتى في القضايا المصيرية مثل احتمال الهجوم على إيران، من الصعب رؤية قوة أخرى قادرة على ردعه في حال اتخذ قرار ذلك الخيار، ومع ذلك، تقول الصحيفة: “على الرغم من التصريحات القوية، فإن نتانياهو يتفهم جيداً حدود القوة”، لافتة إلى وجود عواقب محتملة على المستويين السياسي والعسكري، وأن التقييم الرئيسي في المؤسسة الأمنية هو أن الهجوم على إيران سيؤدي إلى حرب ضد “حزب الله”.

وذكرت الصحيفة أن ذلك يجعل الهجوم على إيران ليس عملاً خاصاً بسلاح الجو الإسرائيلي ووكالات الاستخبارات، ولكنه أيضاً يتعلق بمسألة الاستعداد العالي للدفاع عن الجبهة الداخلية، والكفاءة الكاملة للتشكيلات البرية للحرب في لبنان، ومن الصعب فصل ذلك عن الحاجة لكفاءة قوة الاحتياط والجيش النظامي عما يحدث في الضفة الغربية، لأن المزيد من التصعيد يؤثر على الجيش، مشيرة إلى أن الإيرانيين يتفهمون هذا الأمر جيداً ويستثمرون الجهود والموارد في دعم التنظيمات المُسلحة لتصبح “شوكة في جانب إسرائيل”.

وتابعت: “المزيد من التصعيد وإضافة العديد من وحدات الاحتياط، سيضر بخطط رئيس الأركان الجديد لتحسين كفاءة الجيش في سد الثغرات الموجودة في الاحتياط والجيش الإسرائيلي، في إطار التحضير لحرب متعددة الساحات”.

شاهد أيضاً