نريد «قُبلة الحياة»

إقبال الأحمد

هل ما يحصل حالياً في الكويت يدعو إلى التفاؤل أم إلى التشاؤم؟
هل حالة اللاإستقرار السياسي، التي نمر بها، تدعونا إلى أن ننظر للغد بعين جميلة أم بعين ينتابها الغمش؟

هل حالة التردد في تسلّم مناصب غاية بالأهمية، ومؤثرة جداً في طبيعة المرحلة المقبلة، تدعونا إلى السعادة أم إلى القلق المستمر؟

لا أعلم حقيقة السبب لاعتذار رئيس الوزراء السابق، الدكتور الشيخ محمد صباح السالم الصباح، عن تشكيل الوزارة الحالية أو القبول بمنصب رئيس الوزراء، ولست بمكان الغوص في ما دار ويدور حول هذا الموضوع، ولكن ما أستطيع قوله إن كم التفاؤل، وكم السعادة التي طغت على الشعب الكويتي بعد إعلانه رئيساً للوزراء، ثقة بمواصفاته كقائد لهذه المرحلة، جعلانا نضغط على فرامل هذه السعادة بشكل مفاجئ وبسرعة كبيرة، مما نجم عن ذلك ارتداد في حالة الوقوف.

نعم كثير منا ما زال متردداً ما بين التفاؤل والتشاؤم، ولكن حالة اللاإستقرار السياسي، التي نعيشها في السنوات الأخيرة، بغض النظر عن أسبابها، بالتأكيد تتسبب وبشكل مباشر وأساسي في شلل البلد، وفي استمرار وقوفه عند محطة الجمود والتردد، وقد نصل إلى التراجع.

نعم أقولها، وبصوت عالٍ، كفانا تشاؤماً، وكفانا خوفاً، وكفانا قلقاً من القادم من الأيام، بلدنا في حالة شبه شلل بسبب شواغر عدد كبير من المناصب القيادية، مما تسبب في توقف كثير من مشاريع التنمية والتطوير.

حالة من القلق وصلت الى مرحلة الخوف من تأثير هذه الحالة في حياتنا اليومية، ومثال على ذلك ما نشر اليوم من «عواقب وخيمة قد تحد من أنشطة بعض الوزارات وخدماتها، والتي قد تدفع ‫ثمناً باهظاً، من جراء استمرار غياب الجهاز المركزي للمناقصات، وتعطّل لجنته، لعدم تشكيل الأعضاء، مما يهدد بأزمة حقيقية في الكهرباء مع دخول فصل الصيف، من جراء عدم إنشاء محطات جديدة، وتعطّل الدورة المستندية لمشاريع خاصة، مع ارتفاع مؤشر «الأحمال الكهربائية»، الذي بات قريباً من الأحمر، مما ينذر بأزمة صيفية بالكهرباء مع دخول فصل الصيف.

هذه أمور كلها من شأنها أن توصلنا إلى تشكيك إضافي بما نحن عليه اليوم، والى متى سيستمر هذا الحال؟

الشعب الكويتي يريد الاستقرار السياسي، وأن يتخلص من حالة القلق والارتباك التي يعيشها خوفاً من الغد.

الشعب الكويتي يريد قبلة الحياة، التي من شأنها أن تنعش جسد هذا الوطن، وتعينه وتساعده على الوقوف مرة أخرى على قدمين قويتين تؤهلانه للمضي قدماً نحو مستقبل واعد.

سنظل متفائلين بالقادم، لأن ذلك هو سبيلنا الوحيد لاستمرار بقائنا كوطن، ولكننا نحن اليوم أيضاً بانتظار الشواهد على هذا التفاؤل، لأننا شعب يستحق أن يتطور ويسابق الإنجازات، ولا ينقصنا شيء سوى الاستقرار السياسي، والقضاء على المسببات التي تحول دون ذلك، بأي وسيلة ومهما كانت صعبة، مهما كانت صعبة.

* * *

أعجبتني رسالة وصلتني تعليقاً على موضوعنا تقول: «تضييع المزيد من الوقت لم يعد ممكناً».

 

 

 

شاهد أيضاً