السياسي – تواصل السلطات السعودية قمع أي شكل من أشكال التعاطف والتضامن مع الفلسطينيين في غزة في ظل الحرب الوحشية المستمرة فيها، ومن ذلك حظر أي ظهور للكوفية الفلسطينية في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الذي لطالما لاقى انتقادات كغيره من الفعاليات مثل موسم الرياض بالتزامن مع ما يحصل من أحداث دامية بالمنطقة.
ونقل موقع “سعودي ليكس” المعارض شهادات مشاركين في المهرجان الذي أصر النظام على إقامته على الرغم من إلغاء الكثير من المهرجانات الشبيهة في دول عربية أخرى، مثل مهرجان أجيال السينمائي في الدوحة ومهرجان قرطاج في تونس، ومهرجان القاهرة بمصر في خطوات تضامنية مع فلسطين.
لكن الرياض لم تكتف بالإصرار على إقامة مهرجان البحر الأحمر السينمائي بل حظرت كافة أشكال التضامن ولو بالمظهر واللباس مع فلسطين كارتداء الكوفية الفلسطينية، حيث أكد المشاركون حظر ذلك ومنع أي رسالة دعم أو تضامن مع غزة من قبل السلطات السعودية.
ويقول تقرير “سعودي ليكس” إن الكثير ممن شاركوا في المهرجان صدموا عندما طلب منهم أفراد الأمن خلع حجابهم الذي يحمل شكل الكوفية أو تصميمها أو ألوانها أثناء حضورهم مهرجان RSIFF.
لا مبالاة للدماء في غزة
وتصر السعودية على إقامة فعاليات الترفيه في المملكة وتنفق الملايين الباهظة من صندوق التنمية الثقافي السعودي دون اعتبار للدماء النازفة في غزة وفق تقرير سعودي ليكس.
ويقول التقرر إن بن سلمان أصر على إقامة النسخة الرابعة من موسم الرياض الباهظ، بما يشمل أكثر من 8000 فعالية فنية وموسيقية ومسرحية وغذائية ورياضية على مدى عدة أشهر.
وأثار ذلك الغضب مما وصفه الكثيرون بعدم الاحترام واللامبالاة لما يجري في غزة من إراقة للدماء، حيث استشهد ما لا يقل عن 20 ألف شخص غالبيتهم نساء وأطفال.
وتحرص السلطات على التجسس على الزوار الدوليين وفرض قواعد صارمة للزي العام على المقيمين والزوار دون أي مشكلة مع مظاهر التعري والرقص.
لا مشكلة بالتعري والسلوك الخادش للحياء
لم تعير السلطات أي أهمية لأشكال السلوك المنافي للحشمة والحياء ضمن الحفلات ومظاهر الكفر والإشراك بالله عبر أغنيات تسيء للإله في ظل تركيز كل الاهتمام لعدم التطرق لغزة وفلسطين والحديث بالسياسة ضمن المملكة، بحسب ذات التقرير.
وأصبح الحجاب والنقاب الآن اختياريين للنساء السعوديات والزوار على حد سواء أما الكوفية ممنوعة على الرغم من أنه لا يوجد في المملكة قانون رسمي يحظر ارتداء الوشاح الفلسطيني ذو المربعات باللونين الأبيض والأسود.
وبرزت الكوفية الفلسطينية خلال الثورة العربية في الفترة من 1936 إلى 1939 حيث تم إحياء الوشاح خلال الستينيات، ولا سيما من قبل ياسر عرفات، زعيم منظمة التحرير الفلسطينية، كزي وطني، وهو رمز عالمي للتضامن.