مودي يفتتح معبداً هندوسياً بُني على أنقاض مسجد تاريخي(فيديو)

افتتح رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ، الاثنين، معبداً هندوسياً، بني على أنقاض مسجد تاريخي، في خطوة تكتسي أهمية كبيرة في سياسته القومية المحابية للهندوسية.

وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، فقد شُيّد المعبد الذي ينتصب على علو 50 متراً في مدينة أيوديا بشمال الهند في موقع أقيم فيه طوال قرون مسجد بابري، الذي هدمه متشدّدون هندوس بدافع من أعضاء في حزب «بهاراتيا جاناتا»، الذي يتزعمه مودي.

ففي عام 1992، قام الهندوس بتدمير المسجد في إطار حملة مدعومة من حزب مودي أدّت إلى اندلاع اشتباكات في أنحاء البلد كافة، وأودت بحياة نحو ألفي شخص، أغلبهم من المسلمين.

وشكّل تدمير المسجد ضربة قاصمة لأسس النظام السياسي العلماني في الهند، فاسحاً المجال لتصاعد القومية الهندوسية وجعلها راية للقوّة السياسية المسيطرة على البلد.

 

والمعبد خاص بـ«الملك الإله رام»، وهو من أهمّ الآلهة لدى الهندوس، وقد ولد بحسب معتقداتهم في أيوديا قبل نحو 7 آلاف عام بموقع بناء مسجد بابري.

وبحسب شبكة «بي بي سي» البريطانية، فقد أظهر حفل الافتتاح، الذي تم بثه على الهواء مباشرة، مودي وهو يؤدي طقوساً دينية داخل المعبد مع الكهنة، وموهان باغوات، رئيس منظمة الهندوس الوطنية.

وفي وقت لاحق، ألقى مودي كلمة أمام حشد مكون من أكثر من 7 آلاف ضيف، من بينهم رجال أعمال كبار مثل موكيش أمباني وأيقونة بوليوود أميتاب باتشان وغيرهم من النخب. ووصف هذا اليوم، بأنه «فجر حقبة جديدة».

وقال إن «تاريخ 22 يناير (كانون الثاني) 2024، ليس مجرد تاريخ في التقويم، بل يؤذن بقدوم حقبة جديدة». وأضاف: «ما نشاهده هو البركات العليا لرام».

وخارج المعبد كان عشرات آلاف الأشخاص ينشدون ويرقصون ملوحين بأعلام ويطلقون الأبواق ويضربون الطبول في شوارع بلدة أيوديا الواقعة إلى الشمال، فيما كانت مروحيات عسكرية ترش الأزهار.

وشوهد عدد قليل من مسلمي أيوديا بين جموع المحتفلين في الشارع، فيما غاب قادة المعارضة.

 

وحضر الافتتاح آلاف الضيوف المدعوين، بما في ذلك كبار نجوم السينما.

وتعتزم الأقلية المسلمة في الهند بدء تشييد مسجد جديد بالمدينة نفسها، في وقت لاحق هذا العام، أملاً في فتح صفحة جديدة بعد نزاع دامٍ استمر لعقود. وقال حاج عرفات شيخ، رئيس لجنة التنمية بالمؤسسة الثقافية الهندية الإسلامية التي تشرف على مشروع بناء المسجد، إن أعمال التشييد ستبدأ في مايو (أيار)، بعد شهر رمضان، وإن بناء المسجد سيستغرق من 3 إلى 4 أعوام.

ويعيش في أيوديا، الواقعة بولاية أوتار براديش في شمال الهند، نحو 3 ملايين نسمة، منهم 500 ألف مسلم.

وقال محمد شهيد (52 عاماً) في تصريحات أدلى بها الشهر الماضي، في أيوديا لوكالة الصحافة الفرنسية: «طارد جمعٌ والدي في الشارع. وضربوه بزجاج مكسور قبل أن يحرقوه حيّاً».

وأردف: «هذا المعبد بنظري لا يمثّل سوى القتل والتدمير».

وتولّت مجموعة كبيرة من النحّاتين التصاميم الخارجية للمعبد، الذي كلّف تشييده نحو 240 مليون دولار بتمويل من العامة، وفق القيّمين على المشروع.