السياسي – قالت صحيفة “فايننشال تايمز” إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدأ ولايته الثانية بالتعبير عن دعم قوي لـ”إسرائيل”. فقد ألغى العقوبات التي فرضتها إدارة جو بايدن على المستوطنين المتطرفين المتهمين بالعنف، ووقع على أمر رئاسي يلغي الأمر، حتى في الوقت الذي اجتاح فيه العشرات من المستوطنين قرية فلسطينية وأحرقوا السيارات والمنازل احتجاجا على وقف إطلاق النار بين “إسرائيل” وحماس.
كما أعاد ترامب فرض العقوبات التي علقها سلفه جو بايدن على المحكمة الجنائية الدولية، التي أصدرت مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الحرب يوآف غالانت “بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب”. ومن جهة أخرى، قال السفير الإسرائيلي في واشنطن إن “إسرائيل” تتوقع من ترامب إعادة الإمدادات غير المحدودة من القنابل التي تبلغ زنة الواحدة منها 2,000 رطل والتي علقت إرسالها إدارة بايدن نتيجة قتل المدنيين الفلسطينيين.
وإذا أخذنا هذه القرارات الثلاثة مجتمعة، فإنها تبدو وكأنها تؤكد التوقعات بأن الإدارة الأمريكية القادمة سوف تكون الأكثر تأييدا لـ”إسرائيل” منذ عقود، في وقت تشهد فيه المنطقة حربا وعدم استقرار سياسي.
ومن المرجح أن يؤثر قرار منفصل اتخذه ترامب بتعليق جميع المساعدات الخارجية الأمريكية لمدة 90 يوما على الفلسطينيين أيضا، لأن التبرعات الأمريكية لمختلف البرامج، بما في ذلك من خلال الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية والأمم المتحدة، تمثل حصة كبيرة من ميزانيات منظمات الإغاثة المحلية.
وفي إدارته السابقة اعتبر ترامب أن المستوطنات في الضفة الغربية قانونية، مع أن القانون الدولي يرى أنها غير شرعية. واعترف بسيادة “إسرائيل” على مرتفعات الجولان السورية ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.
وقد نسب ترامب الفضل لنفسه في توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في غزة. وأشار في خطابه إلى إطلاق سراح ثلاث أسيرات إسرائيليات لدى حماس. وحضر عدد من قادة المستوطنين حفل تنصيبه مع أنه لا يعرف إن تمت دعوتهم بشكل رسمي.
ولكن عندما سئل عما إذا كان يشعر بأن وقف إطلاق النار يمكن أن يصمد، رفض ترامب إلقاء ثقله وراءه. وقال: “إنها ليست حربنا. إنها حربهم. أنا لست متأكدا”.