نيويورك تايمز: نتنياهو سبب تعطيل وقف إطلاق النار في غزة

السياسي – قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتحمل مسئولية تعطيل وقف إطلاق النار في غزة في ظل تعمده إبطاء مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق والإخلال بالوفاء بالتزامات المرحلة الأولى.

وذكرت الصحيفة أنه على الرغم من التهديدات المستمرة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن انهيار الهدنة في غزة، بقي المسؤولون والمحللون في المنطقة متفائلين بإمكانية استمرار الاتفاق حتى نهاية الأسبوع، رغم أن مستقبله يبدو غير مضمون بعد أوائل مارس.

وبحسب الصحيفة بدا أن الاتفاق يقترب من الانهيار عندما أعلنت حركة “حماس” تأجيل الإفراج عن دفعة الأسرى الإسرائيليين التي كانت مقررة يوم السبت المقبل حتى إشعار أخر ردا على الانتهاكات الإسرائيلية.

وقد رد ترامب بتصعيد لهجته، متوعدًا بـ”الجحيم”، لكن بعد ساعات، فإن تصريحات الرئيس الأمريكي نفسها تضمنت استثناءً يشير إلى أنه قد لا ينفذ تهديده بالكامل.

ومع ذلك، فإن هذا التصعيد يبرز هشاشة الاتفاق والاحتمالية المتناقصة لاستمراره إلى ما بعد أوائل مارس، وهو الموعد المقرر لانتهاء وقف إطلاق النار، ما لم ينجح الوسطاء في تمديده.

وقالت الصحيفة إن نتنياهو أبطأ المفاوضات، مترددًا بشأن تمديد الهدنة خوفًا من منح حركة حماس والمقاومة فرصة للبقاء القوة العسكرية المهيمنة في غزة. في المقابل فإن حماس لم تُظهر أي نية لنزع سلاحها.

أما تهديدات ترامب المتشددة، بما في ذلك طرده المقترح لسكان غزة البالغ عددهم مليوني شخص، فقد أغضبت حماس وزادت من حالة عدم اليقين التي تحيط بالمفاوضات.

وقال إبراهيم دلالشة، مدير مركز هورايزون للأبحاث السياسية في رام الله: “من المرجح أن يتوصلوا إلى حل وسط قبل يوم السبت، لكن هذه الأزمة هي مجرد مقدمة لأزمة أكبر قادمة في أوائل مارس”.

خروقات إسرائيلية

ينبع الجمود الحالي من اتهام حماس لإسرائيل بعدم الوفاء بوعودها خلال المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، وهي فترة ستة أسابيع بدأت في 19 يناير.

وكان بموجب شروط الاتفاق، من المفترض أن يتم دخول مئات الآلاف من الخيام إلى غزة، إلى جانب مساعدات إنسانية أخرى، لكن حماس تقول إن ذلك لم يحدث.

وقال ثلاثة مسؤولين إسرائيليين ووسيطان، تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة قضية حساسة، إن مواقف حماس صحيحة.

ويقول المسؤولون والمعلقون إن هذا الجانب من النزاع يمكن حله بسهولة نسبية إذا سمحت إسرائيل بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة.

لكن القضية الأكثر خطورة هي الاعتقاد السائد بأن نتنياهو يحاول عرقلة المفاوضات بشأن تمديد الهدنة إلى ما بعد أوائل مارس.

وقد كان من المفترض أن تبدأ هذه المحادثات في وقت مبكر من الأسبوع الماضي. وبدلًا من ذلك، أخر نتنياهو إرسال فريق إلى قطر، التي تتوسط بين الطرفين، حتى بداية هذا الأسبوع.

وتألف الوفد من ثلاثة مسؤولين لم يكونوا في السابق مسؤولين عن جهود التفاوض الإسرائيلية، وفقًا لخمسة مسؤولين إسرائيليين ومسؤول من إحدى الدول الوسيطة. وكانت مهمتهم تقتصر فقط على الاستماع وليس التفاوض.

ووفقًا لمسؤولين اثنين، استمعت البعثة الإسرائيلية إلى اقتراح عام من قطر حول المرحلة التالية من المفاوضات، ثم أعلنت أنها ستعود إلى “إسرائيل” وهو ما خلق انطباعًا بأن نتنياهو كان يسعى لكسب الوقت بدلًا من محاولة جادة لتمديد الهدنة.

وقال محللون إن تهديد حماس بوقف تسليم الأسرى، كان محاولة ليس فقط لتسريع إدخال المساعدات إلى غزة، ولكن أيضًا لإجبار نتنياهو على التفاوض بجدية.

تابعنا عبر: