الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد) تتابع بقلق بالغ تصاعد جرائم الإبادة الجماعية الممنهجة التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين في قطاع غزة، والتي تدخل يومها الـ 716 على التوالي. فقد شهدت الساعات الماضية موجة تصعيد دامية أسفرت عن استشهاد 110 مدنيين خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، وإصابة اكثر من 350 اخرين ليرتفع إجمالي عدد الشهداء منذ بدء العدوان إلى أكثر من 65,284 شهيداً، فيما تجاوز عدد الجرحى 166,200 جريح.
وفي ظل استمرار الحصار الخانق وسياسات التجويع وعرقلة دخول المساعدات الإنسانية ، سجّلت وزارة الصحة خلال الـ 24 ساعة الماضية 5 حالات وفاة جديدة نتيجة سوء التغذية، ليرتفع إجمالي ضحايا سوء التغذية إلى 447 شهيداً، بينهم 147 طفلاً. ومنذ إعلان تصنيف (IPC) في غزة، سُجلت 169 حالة وفاة إضافية مرتبطة بسوء التغذية، بينهم 32 طفلاً. وبذلك تجاوزت حصيلة الوفيات المرتبطة بالجوع ونقص الدواء أكثر من 2,100 وفاة منذ بدء الحصار، في مؤشر على جريمة تجويع متعمدة ترقى إلى جريمة إبادة جماعية.
الهيئة الدولية “حشد”: تواصل قوات الاحتلال تصعيد عملياتها العسكرية في مدينة غزة وشمالها، مترافقاً مع قصف جوي ومدفعي مكثف واستهداف متعمد للأحياء السكنية ومنازل المدنيين، بما في ذلك قصف مراكز الإيواء وخيام النازحين والعائدين لتفقد بيوتهم. حيث وسعت قوات الاحتلال عدوانها البري إلى أحياء التفاح والزيتون والصبرة والسودانية ودوار الجلاء ومحطة الخزندار، إضافة إلى استمرار استهداف حي النصر ومخيم الشاطئ المكتظ، عدا عن الاستخدام المتزايد والمفرط والعشوائي لأسلحة فتاكة ضد المدنيين أبرزها الطائرات المسيّرة (الدرونز) التي تطلق النار وتلقي عبوات متفجرة داخل الأحياء السكنية ومراكز الإيواء والتجمعات السكنية ، إلى الاستخدام اليومي للروبوتات والعربات المفخخة التي تُرسل ليلاً لتفجير المنازل والاحياء السكنية عن بعد، حيث تؤدي إلى سقوط المنازل فوق ساكنيها وقتل من فيها ونشر الرعب لدفع الناس نحو النزوح القسري.
الهيئة الدولية ” حشد “: يوجه سكان غزة أزمات إنسانية مركبة تشمل التهجير القسري والجوع والعطش وانعدام الخدمات الصحية والإنسانية فقد اضطر أكثر من نصف مليون مواطن للنزوح القسري دون توفر خيام أو مراكز إيواء كافية، في ظل عجز يزيد عن 90% في قدرات الإيواء وحاجة ملحة إلى أكثر من 250,000 خيمة وكرفان. كما يعاني أكثر من 92% من سكان القطاع (2.1 مليون نسمة) من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بينهم 700,000 طفل مهددون بالمجاعة وسوء التغذية الحاد. وعلى صعيد المياه، دُمّر أكثر من 75% من الآبار المركزية في مدينة غزة، ما تسبب في عطش جماعي، حيث إن أكثر من 95% من المياه المتوفرة ملوثة وغير صالحة للاستهلاك، وسط مخاطر متزايدة لتفشي الأوبئة مع اقتراب فصل الشتاء.
الهيئة الدولية “حشد”: وثّقت شهادات مروّعة من الميدان، بينها شهادة مدير مستشفى الشفاء د. محمد أبو سلمية الذي قال: “الاحتلال دمّر منزلي دون إنذار مسبق وارتكب مجزرة بحق عائلتي هذا يحدث كل يوم وللأسف وكان العالم قرر أن يشاهد إبادة مليوني إنسان دون اكتراث.”
كما رصدت الهيئة مشاهد إنسانية مؤلمة تعكس حجم الكارثة المتواصلة اخطرها قصة الطفل الذي فقد والدته بصاروخ اثناء رحلة النزوح القسري ، حيث قام بدفنها بيديه الصغيرة، ثم حمل شقيقته على ظهره وسط الركام وتابع المشي وهو يصرخ “يما”، في صورة تختصر مأساة الطفولة المسلوبة في غزة.
الهيئة الدولية “حشد” تدين بأشد العبارات الفيتو الأمريكي الأخير الذي حال دون إصدار قرار ملزم بوقف إطلاق النار وضمان تدفق المساعدات، وترى أن هذا الموقف شكّل غطاءً مباشراً لإدامة جرائم الإبادة والتجويع، واذ تؤكد بان
صمت العالم على هذه الجرائم المتصاعدة ليس سوى مشاركة في الجريمة، وان على المجتمع الدولي التحرك الفوري قبل فوات الأوان وخاصة في ظل شلل مجلس الأمن وانقسامه، اذ تدعو كل احرار العالم لتكثيف التحركات الشعبية وصولا لعصيان مدني عالمي لإجبار دول العالم والامم المتحدة للجوء الفوري إلى آلية الجمعية العامة للأمم المتحدة “متحدون من أجل السلام” هو الخيار القانوني والسياسي الأكثر إلحاحاً لنقل الصلاحيات إلى الجمعية العامة وتشكيل تحالف دولي قادر على فرض وقف الإبادة وحماية المدنيين وفتح المعابر وتدفق المساعدات الإنسانية من خلال تشكيل وإرسال قوة حماية دولية ، وفرض عقوبات شاملة على دولة الاحتلال تشمل حظر السلاح والعقوبات الاقتصادية والسياسية وصولاً إلى تعليق عضويتها في الأمم المتحدة ، ودعم عمل محكمة العدل الدولية والتحقيقات الجارية أمام المحكمة الجنائية الدولية وتمكينها من إصدار أوامر توقيف بحق المزيد من القادة السياسيين والعسكريين الإسرائيليين وشركائهم ومحاسبة كل من وفر غطاءً للجريمة.
الهيئة الدولية “حشد”: تطالب الدول الأطراف في اتفاقية منع الإبادة واتفاقيات جنيف للوفاء بالتزاماتها القانونية والأخلاقية لوقف جرائم الإبادة الجماعية واتخاذ كافة التدابير والإجراءات لمقاطعة دولة الاحتلال الإسرائيلي وفرض العقوبات عليها لإجبارها على وقف العدوان وصولا لأنهاء الاحتلال الإسرائيلي.