فضيحة كبرى تضرب بريطانيا وتهز الأوساط الإعلامية هناك بعد انكشاف فضيحة “بي بي سي”، واستقالة المدير العام في هيئة الإذاعة البريطانية.. فما هو الموضوع بالضبط؟ بالتأكيد تعرفون واقعة اقتحام الكابيتول التي كادت تعصف بالرئيس ترامب، في 6 يناير (كانون الأول) 2021!
اقتحم أمريكيون مبنى الكابيتول لدعم محاولات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قلب الانتخابات الرئاسية لعام 2020، أدى الاقتحام إلى عمليات إخلاء وإغلاق لمبنى الكابيتول، وعطل جلسة مشتركة للكونغرس لفرز الأصوات الانتخابية وإضفاء الطابع الرسمي على فوز جو بايدن الانتخابي.
تجمع المتظاهرون لدعم مزاعم الرئيس ترامب المستمرة بأن انتخابات 2020 قد “سُرقت” منه، والتي كانت جزءاً من جهوده المستمرة منذ أشهر لإلغاء هزيمته الانتخابية. وتبين أن محطة “بي بي سي” كانت تلعب ضد ترامب وأذاعت فيديو مضللاً أثار هياج البعض.
وأخيراً تم افتضاح الأمر وكشفت صحيفة تلغراف تقريراً مسرباً وأعلنت “بي بي سي” الواقعة، واستقال مديرها العام ورئيسة قطاع الأخبار، وقد يكونان ضحية لعب المخابرات البريطانية مع ترامب!
كان قد تم تسريب مذكرة شديدة الانتقاد كشفت أن الهيئة حررت “بشكل مضلل” خطاباً للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لجعله يبدو وكأنه دعا بشكل مباشر إلى العنف الذي شهدته الولايات المتحدة في يناير.
وصفت شبكة “سي إن إن” الحادث بأنه “فضيحة” متصاعدة بشأن الحياد والتحيز، والتي دفعت هيئة الإذاعة البريطانية العامة إلى واحدة من كبرى أزماتها في السنوات الأخيرة.
وفي مذكرةٍ للموظفين منذ يومين، قال ديفي إن استقالته كانت قراره بالكامل، مضيفاً أنه بصفته مديراً عاماً يتحمل المسؤولية الكاملة عن الأخطاء التي ارتكبتها المحطة!
الغريب أن “بي بي سي” صدعتنا بالمعايير والمصداقية والحياد وعدم الانحياز والموثوقية وكل الشعارات التي نعرفها، وكثيراً ما فعلت غير ذلك في بلاد كثيرة، وحدث ذلك كثيراً مع مصر وغيرها من بلاد العالم الثالث.
وحظها التعيس أنها فعلت ذلك مع أمريكا وترامب الذي لا يمكن أن يسكت على هذا، وهو الآن يطالب بغرامة قيمتها مليار دولار، وقد تغلق المحطة أبوابها وتسرح كل العاملين فيها!
ورحب ترامب بخبر الاستقالات، وشكر صحيفة تلغراف على كشفها عن الفساد، الذي وصفه بأنه “أمر فظيع للديمقراطية”، وفق ما نقلته شبكة “سي إن إن”، وكتب ترامب على منصته “تروث سوشيال”: “هؤلاء أشخاص غير أمناء للغاية حاولوا التدخل في الانتخابات الرئاسية”.
دفعت هذه الاتهامات السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كارولين ليفيت، إلى مهاجمة هيئة الإذاعة البريطانية ووصفها بأنها “أخبار كاذبة 100%” و”آلة دعاية!”.. وشارك ترامب جونيور، نجل الرئيس، التقرير على منصة “إكس”، وكتب: “مراسلو الأخبار المزيفة في المملكة المتحدة غير أمناء، وما قالوه محض هراء تماماً مثل أولئك الموجودين هنا في أمريكا!”.
وأشادت زعيمة حزب المحافظين بالاستقالة، لكنها قالت إن هناك “قائمة من الإخفاقات الخطيرة التي تمتد إلى ما هو أعمق بكثير” في هيئة الإذاعة البريطانية.
وأخيراً، سقطت هيئة الإذاعة البريطانية في الفخ، وتبين أنها تمارس لعبة قذرة عابرة للدول في مختلف أنحاء العالم، تشم منها رائحة استخباراتية تزكم الأنوف!








