السياسي –
تداولت وسائل إعلام أمريكية مقاطع مصوَّرة، تُوثّق استخدام عناصر فيدرالية أساليب عنيفة خلال احتجاجات مرتبطة بالهجرة، بما في ذلك الخنق، ورشّ “غاز الفلفل” الحارق، واستخدام المركبات لدفع المتظاهرين، بطريقة وُصفت بأنها قاسية وغير قانونية، ما أثار جدلاً واسعاً في الولايات المتحدة.
وبحسب مئات المشاهد المصورة، والتي هزت صورة العدالة الأمريكية خلال الأيام الأخيرة كما وصفها نشطاء، يظهر مئات المهاجرين وهم يتعرضون لاعتداءات عنيفة من العناصر الفيدرالية، بما لا يتوافق مع سياسات وزارة الأمن الداخلي، التي تسمح باستخدام القوة فقط في حال عدم وجود بدائل آمنة وفعّالة ممكنة.
![]()
يتحدث الخبير الفيدرالي السابق إريك بالييت، الذي خدم لأكثر من عقدين في تحقيقات إساءة استخدام القوة داخل أجهزة الهجرة والجمارك، في تصريحات لشبكة “سي بي إس نيوز”، ويصف ما شاهده بأنه لا يمتّ لمفهوم إنفاذ القانون، الذي عرفه طوال 25 عاماً، محذّراً من أن كثيراً من اللقطات تُظهر تصعيداً وإفراطاً غير مبرراً للقوة، وافتقاراً للتدريب والمهنية في أداء الواجب.
في المقابل، دافع قائد قوات الجمارك وحماية الحدود، غريغوري بوفينو، عن أداء عناصره قائلاً:” إن استخدام قنابل الفلفل يتماشى تماماً مع السياسات، وإن المتظاهرين يتحمّلون المسؤولية، لأنهم اقتحموا منشآت فيدرالية”.
![]()
وتدخلت سارة أليس، قاضية المحكمة الفيدرالية، في القضية، وأصدرت الأسبوع الماضي أمراً مؤقتاً يمنع الوكلاء من استخدام الغاز أو الأسلحة غير الفتاكة، إلا في حال وجود خطر وشيك على حياة أحد، وأشارت في حكمها إلى أن استخدام القوة بهذه الطريقة “يصدم الضمير الإنساني”.
مشهد أشعل النار
واشتعل فتيل النار بعدما قدم متظاهرون شكوى أمام محكمة فيدرالية بشأن انتهاكات حدثت في شيكاغو وبورتلاند ولوس أنجليس، وإحدى هذه المشاهد يُظهر شاحنة سوداء تمر بجانب سيارة رافائيل فيرازا، وتطلق مادة كيميائية داخلها، ما أدى إلى إصابته وزوجته وطفلته، التي تبلغ من العمر عاماً واحداً، بالاختناق.
وقال فيرازا في تصريحات: “لم نكن متظاهرين أو مهاجمين، كنا نحاول فقط الابتعاد عن المكان”، موضحاً أنه مصاب بالربو، وأن ابنته الصغيرة كانت تحاول فتح عينيها، وغير قادرة على التنفس.
وزارة الأمن الداخلي سارعت إلى نفي الحادثة، مؤكدة في بيان على “إكس”، أن عناصرها لا يستخدمون رذاذ الفلفل ضد الأطفال، مدعية أن الفيديو مفبرك ومولد بالذكاء الاصطناعي، وأن عناصرها كانوا يتعرضون لهجمات من معتدين.
Here’s video of federal agents doing a drive by pepper spraying that hit a father and his one-year old on Saturday when the Feds were hitting Little Village and Cicero pic.twitter.com/hV8YBI3o8z
— Gregory Royal Pratt (@royalpratt) November 9, 2025
وسرعان ما خرج شهود العيان عن صمتهم مبددين رواية الأمن، إذ شاركوا مقاطع فيديو تناقض رواية الوزارة، وتظهر الأسرة وهي تحاول الانسحاب من الشارع بهدوء، والابتعاد عن الفوضى.
في هذا السياق، علّق مغردون ونشطاء، معتبرين أن استمرار هذه الانتهاكات، وإنكارها من قبل المسؤولين، يؤدي إلى انهيار الثقة بين المواطنين وأجهزة إنفاذ القانون، فيما علّق ناشط حقوقي على “إكس” مشيراً إلى أن توثيق مثل هذه الانتهاكات يعرّي العدالة الأمريكية أمام العالم.
This is just outrageous—absolute abuse.
A Black mother was thrown down, elbowed in the neck, beaten and pinned to the ground by a police officer — over a parking violation outside her child’s school in Jacksonville. pic.twitter.com/dD7yZqRlbx
— Carolyn Barber, MD (@cbarbermd) October 11, 2025







