نجاح ترامب يعني إننا أمام سيناريو جديد لصفقة القرن

عمران الخطيب

من يحدد نتائج الإنتخابات ليس المواطن الأمريكي فقط، حين تتم الإنتخابات في الولايات الأمريكية بل الدولة العميقة هي الأساس في تحديد هوية الرئيس الذي يتولى إدارة البيت الأبيض، الدولة العميقة تعني في الحركة الماسونية والتي تتكون من النظام المصرفي الذي يتحكم ويحمي الدولار من خلال العرض وطلب والسيطرة على نظام السوق النفط والغاز ومختلف المؤسسات الاقتصادية مهمة الإدارة الأمريكية العمل على تكريس الصراع العسكرية والأمنية والسياسية والإقتصادية وتدمير الدول التي تحاول الخروج عن نظامها السياسي وتبعية الكاملة
وتعتبر بأن وجود “إسرائيل” ضرورة ملحة لنظام الامبريالية الأمريكية، حيث تقوم “إسرائيل” بدورها الوظيفي لخدمة مصالح الدولة العميقة في الولايات المتحدة الأمريكية، لذلك فإن الأولوية لكلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي المحافظة على دعم وإسناد “إسرائيل”، لذلك لايمكن المراهنة على الإدارة الأمريكية كانت من الجمهوري أو الديمقراطيين ، فاهم وجهان للعملة واحدة.

خاصة عندما يتعلق الأمر بحقوق الفلسطينيين وإنهاء الإحتلال الإسرائيلي الاستيطاني العنصري، حيث قام دونالد ترامب خلال الحقبة الأولى من تولي الرئاسة الأمريكية بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة كمقدمة واعتبار القدس العاصمة الأبدية لدولة الإحتلال الإسرائيلي وقام بإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن
وقام بوقف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا، والأهم هو صاحب مشروع صفقة القرن للتصفية القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال
من خلال إنهاء حل الدولتين، والبديل عملية التطبيع الطوعي مع الدول العربية والإسلامية وخاصة الدول الخليجية وتعميم الديانة الجديدة الإبراهيمية، قد ينجح في إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية وقد يوقف إطلاق النار بقطاع غزة بعد إستكمال نتنياهو وفريقه حكومته مشروعهم بتصفية
المقاومة المسلحة بقطاع غزة، وفي نفس الوقت إنهاء السلطة الفلسطينية بالضفة الغربية سوف تكون ضمن مخطط تهجير الفلسطينيين، ومن تبقى العيش ضمن منظومة الكنتونات تحت الإحتلال الإسرائيلي الاستيطاني، وفي أحسن الأحوال قد يتم إعادة إقامة دويلة في بعض أجزاء قطاع غزة وتوسيع الجغرافي إتجاه سيناء، خاصة وان النظام الرسمي العربي قد تخلص بما يسمى مبادرة السلام العربية بعد عملية التطبيع الطوعي بين بعض الدول الخليجية و”إسرائيل” في إطار صفقة القرن.

في نهاية الأمر فإن الشعب الفلسطيني لن يتنازل عن حقوقه الوطنية و التاريخية والقانونية في فلسطين في الماضي والحاضر والمستقبل، اي كانت التحديات التي يعيشها الفلسطينيين، لن نستسلم ولن تتوقف المقاومة الفلسطينية بمكوناتها المختلفة، لا نزال في بداية المسيرة ولن نتوقف. حتى تحقيق الأهداف المنشودة لشعبنا الفلسطيني العظيم.

 

شاهد أيضاً