فكرة أو مقترح أو خطة الرئيس الامريكي “ترَمب” المتخبط، والنزِق والمتآمر مع “نتنياهو” بتهجير الفلسطينيين من سكان غزة، (وسرقة الضفة الفلسطينية كما كان بصفعة القرن) هي فكرة جلية الخبث تهدف بوضوح الى قتل شعب فلسطين العربية، وإنهاء القضية وتركيع أمة العرب.
أنها فكرة خبيثة مسمومة تهدف لقتل الدولة الفلسطينية القائمة بالحق الطبيعي والقانوني والسياسي (وهي تحت الاحتلال) والتي يعترف بها العالم إلا هو وأمثاله من المتخبطين والرعناء ومجرمي الحرب. ومن هنا دعنا نقول بداية أننا واثقون كل الثقة بسقوط مشروعه المناقض لكافة قوانين العالم، ويمثل جريمة ضد الانسانية، كما حال المشروع “الابراهامي” التتبيعي الوضيع للأمة تحت أرجل الصهيونية والتسيّد الإسرائيلي.
نفس الرجل كان قد أعطى الجولان السوري هدية ل”نتنياهو”! كما نقل السفارة الأمريكية الى القدس، وهو ذاته بعقله المتخبط، ضعيف الوعي والثقافة كان قد صرّح برعونة أيضًا قبل تصريحه الأخير، مطالبًا بما أسماهُ “حق “إسرائيل” في التوسع لضيق مساحة أراضيها مقارنة بكثافة عدد سكانها”!
وبالتالي، وكما قال الكاتب جمعة بوكليب يمكن وضع تصريحه بتهجير الفلسطينيين من سكان القطاع إلى بلدين عربيين مجاورين (مصر والأردن) في السياق نفسه، تصريحات غرائبية لن تصمد.
مضيفًا وأنه بالضفة الغربية يتم ذلك من خلال عدة مخططات (سيناريوهات) ربما جاهزة “تبدأ بتوطين مزيد من المستوطنين الإسرائيليين، من خلال التمادي في عمليات اغتصاب الأراضي وبناء المستوطنات، وبهدف خلق وضعية أمر واقعي على الأرض، تجعل من أمر قيام دولة فلسطينية مستحيلاً. ”
عدد من المعلقين قالوا للرئيس الامريكي الخبيث ألم يكن من الأفضل لك أن تنقل المستوطنين الغرباء الى إحدى الولايات الامريكية الخمسين! أو يعودوا لبلادهم الأصلية أفضل، فتحل القضية! وبالنسبة لغزة ألم يكن الأجدر بك بناء قطاع غزة بالفلسطينيين الأشداء أهل البلد المَهَرة من عمالة مستوردة!؟ إنه العقل التوراتي الانجيلي الصهيوني المتضافر مع نزق المال والسطوة.
يقول الصديق الكاتب والمحامي علي أبوحبله أن: “المقترح للرئيس “ترمب” يحتوي على العديد من الانتهاكات الصارخة للقانون الدولي، بما فيها انتهاكات للقانون الدولي الانساني، وحقوق الانسان، والقانون الجنائي الدولي، والقانون العرفي الدولي. اضافة الى قرارات الامم المتحدة ذات الصلة بالقضية الفلسطينية.”
وفيما رفضت فلسطين كلها بسلطتها ومنظمتها وفصائلها وشعبها مقترحات ترمب أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، “رفض مقترح التهجير”، قائلاً إن “تهجير الشعب الفلسطيني ظلم لن تشارك فيه مصر التي لديها موقف ثابت وتاريخي من تلك القضية”. كما قال وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، إن “الأردن للأردنيين وفلسطين للفلسطينيين، ورفضنا للترحيل ثابت ولا يتغير”. وأيضاً كانت هناك تصريحات غربية وأوروبية رافضة للمقترح بشكل واسع.
دعنا نقول أنه مهما فكّر “ترَمب” بإعادة ترتيب العالم بصفاقة المزهو بسطوته وسلطانه مما صرّح به من غرائب وعجائب طافت العالم (بنما، غرينلاند، كندا، المكسيك، فلسطين، سرقة السعودية، الصحة العالمية…الخ) تدلّل على عقلية هذا الرجل القادم من بين أكوام المال والفضائح، والصفقات والنَزَق إضافة لخرافات المسيحية-الصهيونية ظانًا كل الظن أن أحلامه أورغباته وصفقاته بالعالم ومنها بسرقة المنطقة العربية، وفلسطين وإعادة هندستها ستكون إملاءً على كل الشعوب العربية والزعماء، فإن ذلك هو مما لن يتم قط، فهذه منطقة الحضارة العربية الاسلامية بالمسيحية المشرقية المتميزة التي لفظت كل الغزاة وأحلامهم عبر التاريخ فحوّلتها الى كوابيس.
دعنا نختم بكلمة من تقرير لصحيفة القدس إذ يقول فراس ياغي فيه أن” كل المحاولات السابقة لتصفية القضية الفلسطينية باءت بالفشل، وأن ترمب سيذهب كما ذهب غيره، لكن الشعب الفلسطيني سيبقى والقضية الفلسطينية ستظل حية، لأن الهجرة غير واردة في قاموس الفلسطيني، فمن يحلم بالعودة ويعمل لأجل العودة لا يمكن أن يهاجر لا طوعاً ولا قسراً”.
ولنؤكد نحن بلا ريب لدينا إن الشعب العربي الفلسطيني المتجذر في وطنه فلسطين منذ بداية الحضارات الناطوفية والكبارية (من 20 ألف عام) هنا في منطقته العربية مازال ينبض بالحياة رغم الدمار، وهو قائم صائل جائل منذ وجدت الخليقة، وسيظل ويذهب الأغراب “إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم” .