فيما يلي رسالة نشرها احمد يوسف القيادي في حركة حماس ومستشار اسماعيل هنية ابان رئاسته للوزراء قال فيها “إخواني، لسان حال أهلنا في الداخل يصرخ: ارحمونا! فقد خارت قوانا تحت سياسة التجويع، ولم يعد لدينا طاقة ولا حيلة لتحمّل المزيد من الألم والإذلال”.
وفيما يلي نص الرسالة
رسالة مفتوحة إلى إخواني في حركة حماس
إخواني الكرام..
منذ بداية حرب الإبادة على قطاع غزة، كنّا ندرك أن نتنياهو سيفعل كل ما بوسعه لإطالة أمد الحرب، وأن المفاوضات التي يجريها ليست سوى عبثٍ مقصود، غايتها شراء الوقت لتمرير سياساته في القتل والتجويع والحصار. لقد اتخذ قضية الأسرى الإسرائيليين ذريعةً لاستمرار عدوانه، واستمرأ اللعب بهذه الورقة أمام الأمريكيين والرئيس ترامب على حدٍّ سواء.
وبسبب هؤلاء الأسرى ندفع كلَّ يومٍ ضريبةً قاسية؛ مائة شهيدٍ من خيرة شباب هذا الوطن، إضافةً إلى ما يستغله نتنياهو من استمرار هذا الواقع ذريعةً لمواصلة تدمير ما تبقّى من منازل وأطلال في قطاع غزة، حتى يغدو القطاع قاعًا صفصفًا لا يصلح للحياة.
إخواني، لسان حال أهلنا في الداخل يصرخ: ارحمونا! فقد خارت قوانا تحت سياسة التجويع، ولم يعد لدينا طاقة ولا حيلة لتحمّل المزيد من الألم والإذلال.
إخواني الأحبة..
تعاطَوا بإيجابية مع مبادرة ترامب، رغم ما تنطوي عليه من ظلمٍ وجور؛ فأنتم لا تفاوضون في ظروف عادلة، بل تواجهون عالمًا متآمرًا يسعى للتخلّص منكم ومن قضيتكم. حتى محيطكم العربي والإسلامي، رسميًا وشعبيًا، قد خذلكم، وأصابنا جميعًا بصمته وعجزه بالصدمة والذهول.
إن ما تبقّى بين أيديكم من الجنود الإسرائيليين، أحياءً كانوا أم أمواتًا، لن يُغيّر شيئًا في موازين القوى. تفهّموا أنكم خسرتم جولة، ولا سبيل لتغيير الحال قبل أن تتغيّر الموازين من حولنا؛ فالحربُ دولٌ، وهي سجالٌ بيننا وبين عدونا. نعم، خسرنا نهاية هذه المواجهة، لكننا كسبنا الرأي العام الغربي إلى صفّنا، وربحنا معركة الرواية. وهذه مكاسب ثمينة ستدفعنا لتغيير طبيعة المواجهة، كما فعلت جنوب أفريقيا في ثمانينيات القرن الماضي حين خاضت عقدًا كاملًا من النضال السلمي في المحافل الدولية والمنابر الحقوقية، حتى انهار نظام الأبارتهايد بعد أن تخلّت عنه أمريكا، فعاد الحق إلى نصابه.
هذا نداءٌ ومناشدة — لعلّ وعسى — أن نقطع الطريق على سياسة التهجير القسري التي يخطّط لها نتنياهو واليمين الصهيوني المتطرّف، بدعمٍ من الإنجيليين المتصهينين الذين يوجّهون سياسة ترامب ويشاركونه حرب الإبادة علينا.
غايتنا من وراء هذه المناشدة أن نغلق الباب أمام ذرائع نتنياهو، وأن نعزّز صمود شعبنا وثباته في أرضه. نحن — أهل النزوح — لم يعد لدينا ما نمليه عليكم أو ننصحكم به؛ فالموت يحيط بنا، ويرقد إلى جوارنا في خيام النزوح، يلازمنا ليلًا ونهارًا.
ختامًا.. إنها مناشدةُ طالبِ شهادة، لا رجاءَ طالبِ حياة.
اللهم إني قد بلّغت.. اللهم فاشهد.